أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس عن رغبتها في لعب دور «إنساني» في المصالحة الوطنية التي تجريها السلطات السورية مع المعارضة في مناطق مختلفة، وفق ما أفاد مسؤول في اللجنة وكالة فرانس برس. وقال مسؤول الإعلام الخارجي في مكتب اللجنة في دمشق سايمون شورنو إن رئيس اللجنة الدولية بيتر مورير الذي يزور دمشق حالياً «سيبحث مع المسؤولين السوريين إمكانية أداء اللجنة لدور إنساني في عملية المصالحة الوطنية». وأوضح أن «اللجنة تملك باعاً في هذا المجال ويمكنها تقديم إمكاناتها وخبرتها بصفتها وسيطاً حيادياً» بين الأطراف المتنازعة. وعقدت اتفاقات متتالية للمصالحة منذ أكثر من عام في الكثير من المناطق، خصوصاً القريبة من العاصمة دمشق، مثل قدسيا والمعضمية وبرزة وبيت سحم وببيلا، بعد أشهر من المعارك اليومية فيها. وأكد شورنو أن هذه المساهمة «ستكون على الصعيد الإنساني البحت، وليس السياسي» الذي يندرج تحت مهمات المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا المكلف من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ملفَ إنهاء الأزمة السورية. وسيبحث مورير كذلك، وفق شورنو، «في التقدم الذي أحرزه عمل اللجنة في البلاد من خلال تقديم المساعدات الإنسانية وتطويرها مستقبلاً». وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، أن وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أكد خلال استقباله أمس رئيس اللجنة «ضرورة عدم تسييس المنظمات التي تقدم المساعدات الإنسانية». وأعرب المعلم وفق الوكالة عن تقدير بلاده «الجهودَ التي تبذلها منظمة الصليب الأحمر الدولي والمساعدات التي تقدمها (...) وتعاونها الوثيق مع الهلال الأحمر العربي السوري». وتقوم اللجنة الدولية بالتعاون مع الهلال الأحمر بتقديم مواد الإغاثة العاجلة والمياه النظيفة لملايين السوريين في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة وتلك الخاضعة لسلطة المعارضة على حد سواء، وفق بيان صدر عن اللجنة في 4 تشرين الثاني (نوفمبر). وأشار البيان إلى أن اللجنة الدولية زادت في شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي حجم المساعدات التي تقدمها لمرافق الرعاية الصحية في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة بعد حصولها على موافقة الحكومة على تقديم هذه المساعدات.