قال وزير سوري الأربعاء إن بلاده ربما تقيد حركة الصليب الأحمر مشيرا إلى ما وصفها بشكوك في أن أنشطة منظمة المساعدات الدولية ربما تكون محاولة لانتهاك سيادة سوريا. وكان علي حيدر وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية يتحدث عقب اجتماع مع رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذي يزور سوريا في محاولة للتغلب على عقبات في طريق توصيل المساعدات للمدنيين المحاصرين في الانتفاضة الدموية ضد الرئيس بشار الأسد، ويمكن أن تعمق تصريحات حيدر الشكوك بشأن التأكيدات التي أعطاها الأسد لرئيس الصليب الأحمر أمس الثلاثاء بأن اللجنة محل ترحيب ما دام عملها "مستقلا ومحايدا" وقال حيدر للصحفيين خارج مكتبه إن طلب تسهيل عمل اللجنة ربما يكون طلبا لفتح أبواب تنتهك السيادة السورية. وأضاف أنه لهذا السبب قالت الحكومة إن العلاقة مع هذه المنظمة سوف تكون على أساس تزويد الناس بالمساعدات الانسانية وليس فتح الابواب أمام هذه المنظمة أو غيرها للعمل كما تريد مشيرا إلى أن لسوريا تاريخا من العلاقات السيئة مع بعض المؤسسات الدولية، وتسعى منظمات المساعدات لتعزيز عمليات الاغاثة في أنحاء سوريا حيث يقول الصليب الأحمر إن الاحتياجات زادت "أضعافا" خلال الاسابيع القليلة الماضية بسبب تصاعد العنف في الصراع المستمر منذ 17 شهرا وحرمت الاشتباكات والقصف المتواصل كثيرا من المدنيين من الخدمات الاساسية والإمدادات الضرورية، واجتمع رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر مورير أمس مع الأسد لبحث تحسين وصول عمال المساعدات إلى المدنيين. وقالت اللجنة إن الأسد أعطى "التزامات إيجابية" بشأن طلبات مورير. وتتفق تعليقات حيدر فيما يبدو مع توقعات لدبلوماسيين غربيين بأن الأسد لن يسمح بوصول غير محدود للمدنيين المحتاجين لاسيما في المناطق المتعاطفة مع المعارضة والتي يهاجمها الجيش، وقال مصدر دبلوماسي "سوريا غير راغبة بالمرة في السماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بحرية الحركة والعمل بشكل مستقل بمجرد دخولها."