يوماً بعد آخر تظهر فضائح الشعراء في مواقع التواصل الاجتماعي، وتطاول عدداً منهم اتهامات بسرقة قصائد زملائهم، وتحول «تويتر» إلى فوضى أدبية بالنسبة للشعراء، إذ زادت معه الاعتداءات على الأبيات الشعرية ونسبها لآخرين، ما دفع شعراء إلى المطالبة بحفظ الحقوق أثناء التغريد بالأبيات. «تويتر» أسهم في سرقة الأبيات وتشابه الأفكار على العكس تماماً من المنتديات، إذ لا يمر يوم إلا وتطاول عدد من الشعراء المعروفين التهمة، لكن لا يوجد ما يثبت أنها سرقة إلا في حال تكون القصيدة نشرت في صحيفة أو مجلة أو منتدى شعبي. وأكد الشاعر السعودي عارف سرور أنه يلاحظ بين الفينة والأخرى أبياته الشعرية منسوبة لآخرين من دون مراعاة لحقه الأدبي، مضيفاً: «في «تويتر» تكثر السرقات الأدبية، وربما تجد نصاً شعرياً كتبته، وتناقش السارق الذي يملك عدد متابعين أكثر منك وتصبح أنت متهماً واللص صاحب الحق». وذكر أن مشكلة «تويتر» في عدم وجود ضوابط تحد من السرقات، «معظم الشعراء يقرأ أبياته موقعة بأسماء آخرين، فلا يستطيع إثباتها إلا في حال نشرها بصحف أو منتديات». واقترح الشاعر مشاري النثري على زملائه كتابة الأبيات في مواقعهم الرسمية أو المنتديات الشعرية التي ينتسبون إليها، ومن ثم التغريد بها في «تويتر» حتى لا تتعرض للسرقة، مشيراً إلى أن الاعتداء على الأبيات الشعرية يكون من أشخاص ليسوا بشعراء. من جهته، أوضح المدير العام لإدارة حماية المؤلف في وزارة الثقافة والإعلام رفيق العقيلي ل«الحياة»، أن الشعر عمل إبداعي، وأخذ أبيات ونسبتها لغير صاحبها تعتبر سرقة، «نظرنا في عدد من القضايا المرفوعة في شأن سرقة الأبيات الشعرية»، لافتاً إلى أن النص الأدبي يتمتع بالحماية الكاملة. ولم يسلم من اتهامات السرقة في «تويتر» أسماء شعرية معروفة مثل فهد المساعد ومحمد المريبد وحمد البريدي، ما دفع عدداً من متابعي الساحة الشعبية للمطالبة بإيجاد عقوبات منصوص عليها للسرقات الأدبية، للحد من ظاهرة عدم حفظ الحقوق الأدبية في شبكة الإنترنت. وشهد «تويتر» عدداً من الاتهامات بالسرقة بين الشعراء الشعبيين، أبرزها اتهام عدد من الشعراء الخليجيين لزميلهم القطري حمد البريدي بسرقة أبيات شعرية لهم، والتغريد بها من دون نسبتها إليهم، لكن البريدي برّأ نفسه من تلك الاتهامات، وكذلك مهاجمة الشاعر محمد النفيعي زميله الشاعر والكاتب محمد الرطيان، واتهمه ب«ناكر الجميل». إضافة إلى تضرر الشاعر محمد المسعري من سرقة بيتين له من الشيخ دعيج الخليفة الذي أكد أنه لم ينسب البيتين له وإنما غرد بهما فقط. ويرى عدد من الشعراء أن اقتصار موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» على 140 حرفاً تسبب في مشكلات كبيرة للشعراء، إذ لا يستطيع الشاعر كتابة اسمه تحت أبياته، ما قد يعرضها للسرقة في أية لحظة، لافتين إلى أن السرقة منتشرة في المنتديات الشعبية منذ أعوام عدة، ووجودها في مواقع التواصل الاجتماعي أمر طبيعي، لكنه قد تكون بكثرة.