يسير عميد الأندية السعودية إلى نفق مظلم، ويمر بحقبة يصفها المقربون من النادي بالأصعب في تاريخه الحديث، ولربما قادته إلى الهاوية آجلاً إن لم تكن عاجلاً وخصوصاً على صعيد الفريق الأول لكرة القدم وهو الممثل الأهم لأنصاره. وعلى رغم النفي المتكرر من إدارة النادي الحالية برئاسة محمد فايز للأنباء المتتابعة عن ابتعاد الإدارة الحالية، إلا أن مصادر «الحياة» تؤكد أن الإدارة راحلة لا محالة إما بتقديم الاستقالة وإما بالإطاحة بها من شرفيين مؤثرين وبارزين، يضربون حالياً «كفاً بكف» لما وصل إليه الفريق من حال التردي الفني والنتائجي، فضلاً على وصول الفريق إلى مشكلات النادي والشكاوى التي تطاوله في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد السعودي. وزادت الخسائر النقطية للفريق في مشواره في دوري المحترفين، إلى جانب الخسارة في نهائي السوبر السعودي في مطلع الموسم، «الطين بلة»؛ إذ إن لاعبي الفريق والعاملين المتأخرة رواتبهم أكثر من خمسة أشهر يبدون تذمراً لما وصل إليه حالهم، ما جعلهم يطالبون الإدارة بمستحقاتهم غير مرة، إلا أن الإدارة الاتحادية تجاهلت وعودها السابقة ومطالب منسوبي النادي. وأثارت استقالة عضو مجلس الإدارة بطل الراليات الأسبق عبدالله باخشب من منصبه، المخاوف لكونه المسؤول عن الحقيبة الاستثمارية للنادي والتي تولت الإدارة تسييرها في شكل مباشر بعد استقالته. ومن المتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة استقالات مشابهة من شادي زاهد وحسام المرزوقي وإيهاب أبوشوشة وآخرين من عضوية المجلس لأسباب عدة أبرزها الاختلاف في وجهات النظر. ويواجه شرفيون بارزون، يجرون اتصالاتهم حالياً لتجهيز إدارة جديدة في اجتماع الجمعية العمومية للنادي في ال14 من تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، رفض شخصيات عدة تسلم مهام النادي في نصف الموسم، فضلاً على المخاوف المتصاعدة من حجم الديون «المجهولة التي تقدر بقرابة ال100 مليون ريال مستحقة الدفع في الصيف المقبل على أبعد حد. وربما يزيد المدرب الأسبق كانيدا والكاميروني موديست إمبامبي والفلسطيني أنس الشربيني والبرازيلي دي سوزا الطين بلة في حال كسبهم الشكاوى المرفوعة ضد النادي. وأكد مصدر اتحادي رفيع ل«الحياة» أن الإدارة كان بإمكانها تجاوز ما عليها من أزمة بعد أن أحضر شرفي بارز شركة رعاية، إلا أن الإدارة رفضتها بحثاً عن شركة تأتي من طريقها لعدم قناعتها بالعرض المقدم الذي وصفته بأنه «لا يواكب سمعة النادي». وألقت الأزمة المالية بظلالها على أداء الفريق الاتحادي على رغم فوزه برباعيتين على الشباب والفتح، إلا أن الفريق سرعان ما اهتز في استحقاق الدوري وخسر بخماسية الهلال وبهدف العروبة وثلاثية الفيصلي، وتعادل مع الاتفاق، ما جعل المدير الفني للفريق بينات يركز في المؤتمر الصحافي بعد مباراة الاتفاق أول من أمس على رفع المعنويات، إذ أكد افتخاره بما يقدمه اللاعبون مشدداً على رضاه التام عن أداءهم، في إشارة إلى أن اللاعبين يلعبون على رغم تأخر مستحقاتهم. وثارت الجماهير الاتحادية بعد التعادل مع الاتفاق، إذ اتهمت الإدارة بأنها لم تفلح في ضم عناصر مميزة تقود الفريق في المرحلة المقبلة وتكون إضافة فنية إلى الفريق، وخصوصاً أن معدل أعمار الفريق لا يتجاوز 24 عاماً، ما يتطلب وجود لاعبين ذوي خبرة ومميزين من الأجانب، إذ لم يستفد الفريق - بحسب وصفهم - من أجانبه البرازيليين جوبسون وببيانو ودي بونفيم، واللبناني محمد حيدر. ويتطلع الاتحاديون إلى اجتماع الجمعية العمومية المقبل وما سيسفر عنه من كشف حقيقي للحسابات المالية لإدارة الفايز، ووضع الحلول العاجلة لتخطي عقبة المال في الاتحاد، وربما البحث عن إدارة جديدة تقود العميد في المرحلة المقبلة.