شددت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري التابعة لجامعة الدول العربية على ضرورة اعتماد دولها الأعضاء على الجانب التدريبي في مواجهة «القرصنة البحرية» التي تؤثر في نقل اقتصادها البحري في طريق الملاحة الدولي، مؤكدة تنامي قلقها من صعود الجماعات المتطرفة في منطقتي سيناء وجنوب وغربي اليمن، لأهمية قناة السويس ومضيق باب المندب في خريطة الطرق البحرية. وقال مساعد رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري الدكتور السنوسي بلبع، في تصريح إلى «الحياة»، إن الأكاديمية التابعة لجامعة الدول العربية تراقب بقلق تنامي قوة الجماعات المتطرفة في البلدان العربية ذات الأهمية الاستراتيجية في موقع الملاحة البحرية مثل سيناء، والسواحل الغربية والجنوبية لليمن، مشيراً إلى أن مواجهة القرصنة والسطو المسلح على السواحل تكون عبر التدريب الجيد لإعداد الكوادر الأمنية المعنية بحماية الحدود البحرية للبلدان العربية. وأكد - على هامش الاجتماع الثالث للجنة الإقليمية لتنسيق التدريب السنوي لمكافحة السطو المسلح والقرصنة البحرية في معهد حرس الحدود في جدة الذي أنهى جلساته أمس - عمل الأكاديمية على تكثيف الجانب التدريبي للدول العربية من خلال ندوات الأمن البحري وتدريب ضباط البحرية والجهات الأمنية في الدول العربية على السفن، لإخراج كادر أمني محترف لتفادي الهجمات المحتملة على السفن، مضيفاً: «لا بد من أن نهتم بالجوانب الفنية والأكاديمية وأن نعتني بالتعليم الصحيح والتدريب الجيد في مواجهة القرصنة». واعتبر بلبع أن الدعم الاقتصادي للدول الفقيرة التي تعاني من تصدير القرصنة في سواحلها أو أعالي البحار أمر مهم، لافتاً إلى أن البطالة والفقر سببان رئيسان في انتشار القرصنة في العالم، وقال: «كلما زاد اقتصاد الدول قلت البطالة التي تعتبر من أهم أسباب القرصنة». ويرى بلبع أن منطقتي باب المندب وغرب المحيط الهندي ليستا المنطقتين التي يوجد فيهما قرصنة، إذ إن جريمة القرصنة تعد منتشرة في جميع بقاع الكرة الأرضية، موضحاً أن مناطق كثيرة من العالم تعتمد على القرصنة بشكل كلي على القرصنة كمدخل مادي أساسي لهم. وحذّر من إغفال جانب مكافحة القرصنة، لأنها تؤثر بشكل مباشر في حياة الشعوب من الناحيتين الأمنية والاقتصادية، مبيناً أن ارتفاع القرصنة يفرض رسوماً أعلى من شركات التأمين على السفن، «بالتالي ستزيد الأسعار بالضرورة ويتضرر الاقتصاد الوطني، فالعملية متكاملة وذات علاقة طردية». من جهته، اعتبر مندوب الاتحاد الأوربي في الاجتماع الثالث للجنة الإقليمية لتنسيق التدريب السنوي لمكافحة السطو المسلح والقرصنة البحرية هيوبيرت دي جوليير في حديثه إلى «الحياة» أن استضافة السعودية للاجتماع الثالث يؤكد دورها الفاعل الإقليمي والعالمي في دعم أطر التعاون الدولي، مشيراً إلى أن مدونة جيبوتي الإقليمية يجب ألا تتوقف حتى إن توقفت القرصنة في المنطقة. من ناحيتها، أوضحت مدير مركز التدريب الإقليمي بجيبوتي مينا حسين ل«الحياة» أن مدونة جيبوتي تضم 21 دولة تحارب القرصنة عن طريقها، مؤكدة مساهمة المركز التدريبي في تدريب ضباط البحريين والمنظمة البحرية للدول الأعضاء في المدونة، وأن السعودية تقوم بدور ريادي في دعم المركز التدريبي.