أكدت المنظمة البحرية الدولية IMO قلقها المتزايد من تصاعد قوة الجماعات الإسلامية المتطرفة في الدول العربية ذات الموقع الاستراتيجي في طريق الملاحة الدولية (مصر، اليمن، والصومال)، وتأثيرها المستقبلي السلبي في مكافحة القرصنة والسطو المسلح. وقال مدير وحدة مكافحة القرصنة البحرية والسطو المسلح في المنظمة فيليب هوليهيد ل «الحياة» إن «تزايد قوة الجماعات المتطرفة في اليمن وسيناء، إضافة إلى حركة الشباب الإسلامية في الصومال يشكل خطراً أساسياً على عملية مكافحة القرصنة في خليج عدن وغرب المحيط الهندي». وأوضح هوليهيد، على هامش الاجتماع الثالث لمركز جيبوتي الإقليمي للتدريب واللجنة التنسيقية في معهد حرس الحدود في جدة أمس، أن «مكافحة القرصنة في منطقتي خليج عدن وغرب المحيط الهندي تعاني مشكلات متداخلة الأطراف وعوامل متشابهة، إذ إن جريمة تهريب المهاجرين والمخدرات والأسلحة والسطو المسلح، إضافة إلى القرصنة، تعتبر منظومة مغذية لبعضها ويمكن القول إن جريمة القرصنة هي الأكثر تنظيماً بينها، وتحتاج إلى جهد دولي كبير لمكافحتها». وأضاف أن «مكافحة القرصنة تحتاج إلى جهد دولي لدعم الدول المتفشية فيها. فالصومال على سبيل المثال، انتشرت فيه القرصنة بسبب ضعف القانون المحلي، وإنهاك البلاد بحرب أهلية طوال 20 عاماً الماضية، إضافة إلى الفقر الملازم لسكان السواحل». وتابع أن: «جريمة القرصنة تحتاج إلى حلول عدة، متكاملة وشاملة، فالحل الدولي لمكافحة القرصنة يتمثل في الأساطيل الحربية التي تحمي طريق الملاحة العالمية، والتعاون الإقليمي بين الدول لتكون كل دولة قوية في محيطها الداخلي». وأوضح أن «جرائم القرصنة والسطو المسلح الموجودة في أعالي البحار تتم مكافحتها عبر الأساطيل الحربية التي تحمي السفن التجارية في طريق الملاحة الدولية، بينما عمليات القرصنة داخل المياه المحلية للدول تعد حالات فردية ومؤثرة في الدولة أمنياً في قضية اختراق حدودها»، مشدداً على «ضرورة التعامل مع جذور المشكلة مثل الفقر». وزاد: «لا بد من السؤال من أين تبدأ القرصنة وأين تأخذ مكانها. فبالنسبة إلى الصومال، توجد عملية قرصنة حقيقية في أعالي البحار، ويتم احتجاز السفن بطواقمها، والمطالبة بفدية في عملية تحرير الطاقم، وأهداف القرصنة عادة تكون الاستفادة من البضائع المحملة في السفن، أو من النفط الموجود على الحاملات الضخمة، بيد أن القرصنة الموجودة في أعالي البحار تكون مطالبها مادية باحتجاز السفن وطاقمها». إلى ذلك، أكد مدير إدارة التخطيط والبرامج التدريبية في المديرية العامة لحرس الحدود ضابط الاتصال لمدونة سلوك جيبوتي العقيد جبريل الحازمي ل «الحياة» أهمية استضافة السعودية الاجتماع الثالث لمركز جيبوتي الإقليمي المعني بالتدريب لمكافحة القرصنة، لافتاً إلى أن «للاجتماع فوائد عدة في دعم مكافحة القرصنة وحماية السعودية التي تستفيد من تنظيم مثل هذه الملتقيات». وأضاف أن «مدونة سلوك جيبوتي جاءت لمكافحة القرصنة، وتضم نحو 22 دولة تطل على المحيط الهندي، خليج عدن، والبحر الأحمر، لكن الاتفاق يُعنى بغرب المحيط الهندي وخليج عدن، لعدم تسجيل حالات قرصنة على سواحل الدول المطلة على البحر الأحمر، والاتفاق له أربعة محاور تتمثل في تطوير التشريعات والقوانين داخل الدول الأعضاء لمكافحة السطو المسلح والقرصنة، تبادل المعلومات، والإمكانات والخبرات، إضافة إلى تدريب الدول الأعضاء».