خيّمت أجواء من الفرحة على عموم الفلسطينيين بعد إطلاق إسرائيل فجر أمس 26 أسيراً فلسطينياً، من بينهم خمسة من قطاع غزة والبقية من الضفة الغربية، وذلك في إطار المرحلة الثانية من عملية إطلاق 104 أسرى اعتقلتهم قبل توقيع اتفاق أوسلو عام 1993. واستقبل آلاف المواطنين في رام الله وحاجز بيت حانون شمال القطاع أمس، الأسرى المحررين استقبال الأبطال، خصوصاً أن معظمهم قضى فترات طويلة في السجون الإسرائيلية، ولم يكن أمامه فرصة للخروج إلا عبر صفقات تبادل أو اتفاقات مع السلطة، فباستثناء معتقل واحد، فإن الأسرى المحررين كانوا محكومين بالسجن المؤبد لمرة واحدة على الأقل لإدانتهم بقتل إسرائيليين. ورحبت الفصائل الفلسطينية بتحرير الأسرى، علماً أن 19 من الأسرى ينتمون إلى حركة «فتح» وأربعة إلى «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، وثلاثة إلى حركة «حماس». وكان الرئيس محمود عباس في استقبال الأسرى في رام الله، حيث وعد ب «فرحة ثالثة ورابعة وخامسة»، في إشارة إلى إطلاق دفعات أخرى من الأسرى، متعهداً عدم التوقيع على أي اتفاق سلام من دون إطلاق كل الأسرى. غير أن فرحة الفلسطينيين لم تكتمل، إذ تزامن إطلاق الأسرى مع إعلان إسرائيل عن 4 مشاريع جديدة للبناء الاستيطاني في القدس والضفة، ما دفع السلطة الفلسطينية إلى إدانة هذه السياسة الإسرائيلية بوصفها «مدمرة لعملية السلام، ورسالة للمجتمع الدولي بأن إسرائيل دولة لا تلتزم القانون الدولي وتواصل وضع العراقيل أمام عملية السلام». كما اعتبر الناطق باسم «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة، سامي أبو زهري، أن الإعلان الإسرائيلي عن توسيع الاستيطان هو «نتيجة طبيعية لمفاوضات السلطة مع الاحتلال، التي باتت توفر له غطاء طبيعياً لهذه الممارسات والجرائم»، مضيفاً أن «تأكيد نتانياهو أن قرار توسيع الاستيطان هو مقابل الإفراج عن الأسرى هو دليل على خطورة توظيف الاحتلال ورقة الأسرى لممارسة سياسة الضغط والابتزاز».