أكثر من 5000 أسير فلسطيني بينهم عشر نساء و250 طفلاً ينتظرون في سجون إسرائيل رسمت الاحتفالات التي أقامها الفلسطينيون في قطاع غزةوالضفة الغربية، لاستقبال المحررين ضمن الدفعة الأولى من المعتقلين الفلسطينيين لدى إسرائيل منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو، لوحة فنية عكست أجواء الوحدة الوطنية داخل الشارع الفلسطيني، فيما عكر تبادل الاتهامات بين حركتي «فتح» و»حماس» أطراف هذه اللوحة. وكانت سلطات الاحتلال أطلقت فجر أمس سراح 26 أسيراً، منهم 11 من الضفة الغربية و15 من قطاع غزة، بناء على تفاهمات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني يعود بموجبها الفلسطيني لمباحثات السلام. وبالإفراج عن هؤلاء الأسرى ينخفض عدد المعتقلين القدامى داخل السجون إلى 78 أسيراً. واتهمت «حماس» الأمن الفلسطيني في الضفة الغربية بمنع وفدها من الدخول إلى مقر المقاطعة في مدينة رام الله لتمثيل الحركة في استقبال المحررين، بالمقابل اكتفت بإرسال المتحدث باسمها سامي أبو زهري لتمثيلها في استقبال محرري قطاع غزة، وسط غياب واضح لصفها السياسي. ورحّبت «حماس» بشكل حذر بإطلاق سراح الأسرى، واعتبرت الطريقة التي حُرروا بها تصفية للقضية الفلسطينية وجريمة وطنية ذات تداعيات خطيرة على الفلسطينيين، لأنها أعادت السلطة إلى مربع المفاوضات مع إسرائيل. من ناحيتها، رفضت «فتح» التي احتفلت بشكل رسمي وشعبي بالمحررين، اتهامات «حماس» بمنعها من المشاركة في الاستقبال، وانتقدت محاولات التقليل من شأن صفة تحرير الأسرى. وبدوره، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إنه لن يهدأ للقيادة الفلسطينية بال إلا بالإفراج عن الأسرى كافة في سجون الاحتلال. وأضاف مخاطباً الجماهير في حفل الاستقبال: هؤلاء هم المقدمة، وهناك آخرون بإذن الله سيعودون إليكم، وسترونهم هنا. ووفقاً لإحصائيات مركز أسرى فلسطين للدراسات تضم الدفعة 15 أسيراً من عمداء الأسرى الذين أمضوا ما يزيد على عشرين عاماً داخل السجون، فيما ينتظر 68 أسيراً آخرين الإفراج عنهم مع عدد آخر من القدامى خلال الدفعات الثلاث المقبلة إذا أوفت إسرائيل بتعهُّداتها. وتعتقل إسرائيل في سجونها ما يزيد على 5000 أسير فلسطيني بينهم عشر نساء، و250 طفلاً، و12 نائباً من المجلس التشريعي الفلسطيني، ومن بينهم أكثر من 500 أسير محكومون بالسجن مدى الحياة، فيما لا يزال ثمانية أسرى يخوضون إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ عشرات الأيام ويتعرضون للموت البطيء. ويهدد الموت حياة عشرات الأسرى نتيجة الأمراض الخطيرة التي يعانون منها في ظل سياسة الإهمال الطبي المقصودة من قِبل إدارة مصلحة السجون. وتناقلت وسائل إعلام فلسطينية تصريحات عن بعض أهالي الأسرى المفرج عنهم تفيد بأنهم تلقوا اتصالات من مصادر مجهولة يُعتقد أنها إسرائيلية، تهددهم بقتل أبنائهم خاصة الموجودين في الضفة الغربية. أحد الأسرى المحررين فلسطينيون يحتفلون بإطلاق الأسرى من سجون إسرائيل (تصوير: سلطان ناصر)