يشارك كل من الروائيتين أميمة الخميس ورجاء عالم، مع أستاذ الأدب الإنكليزي الناقد سعد البازعي وكذلك الأستاذ الزائر في جامعة هارفارد بأميركا منيرة الغدير، في ندوة «آفاق جديدة للكتابة النسائية في السعودية»، التي ينظمها مركز رادكلييف في الجامعة خلال الفترة من ال17 إلى ال18 من تشرين الثاني (نوفمبر)، وذلك لمناقشة عدد من القضايا المتعلقة بالكتابة النسائية في السعودية، ك«تقاطعات الكتابة الصحافية، والكتابة الإبداعية في أدب المرأة السعودية، إضافة إلى المرأة المثقفة وحضورها في الفضاء العام، والروايات السعودية وبُعدها الاجتماعي والإبداعي». وعن هذه المشاركة ذكرت الخميس، في حديث خاص إلى «الحياة»، أنها فرصة مهمة لتأكيد دور المرأة في هذا البلد، وإطلاع الآخر على نتاجها الفكري والإبداعي. وبسؤالها عن تجربة مؤسسات التعليم العالي في المملكة في هذه الأنشطة وتقديم صورة المرأة ونشاطها في المجتمع كاتبة ومبدعة، أوضحت صاحبة رواية «بحريات» أنه يجب ألّا نفترض أن تنفذ كل نشاط ثقافي مؤسسة رسمية، ف«الجامعات السعودية مثلاً في المملكة ليست ورزاة الثقافة، التي لا نجدها ولا نعرف أين هي منا؟ وكانت هناك مبادرات فردية وجدت حضوراً مهماً في حرم جامعة الملك سعود مثلاً، والصورة تتكرر في جامعات أخرى، لكن تلك الجهود تتلاشي بذهاب صاحب الفكرة أو الشخص المعني في تلك الجامعة. أعود وأكرر الجامعات ليست معنية في المقام الأول بالثقافة»، وشددت على أنه «لا توجد وزارة للثقافة.. أين هي الوزارة»؟ في إشارة منها إلى تغييب المبدع عن المنابر، والدور الذي ترى الخميس أنه «ذهب إلى أشخاص مؤطرين بأطر وتعليمات رسمية تعوق العمل الثقافي، الذي يجب أن يأتي من مؤسسات مدنية تحرك الراكد وتنعش الثقافية والإبداع». وعن هذه الندوة، قال الناقد البازعي ل«الحياة»: تأتي مشاركتي برؤية جامعة لكونها ليست محددة بورقة أو عنوان دقيق، بل هي ورشة عمل تقدم فيها قراءات مختلفة عن تجربة الكتابة لدى المرأة في المملكة»، وانطلاقاً من كتاباته النقدية التي تناولت تلك التجربة، كان التساؤل معه عن المكانة التي وصلت إليها الكاتبة السعودية لتكون محل ندوة في جامعة عريقة ك«هارفارد»، قال البازعي: «إن المرأة اليوم تتصدر مكانة مرموقة في المشهد الروائي تحديداً، وأنتجت أعمالاً مهمة ولافتة ومؤثرة في الوقت نفسه. الروائية السعودية اليوم خرجت من الحدود، ففي زمن كنا نبحث عنها في أي جنس، أما اليوم فلدينا رجاء عالم وأميمة الخميس وبدرية البشر وغيرهن، ممن امتزن بكتابات إبداعية وصلت إلى مصاف الكاتبات في الوطن العربي»، وبسؤاله عن الأجناس الأدبية الأخرى، ذكر أن الحضور الشعري بارز ولكنه «انحصر في الأمسيات والقراءات هنا وهناك، فلم يعد هناك احتفاء بالدواوين ودرسها ووضعها في المكان الذي يجب بالنسبة إلى الشعر، الذي أخصّه بأهمية أكبر من الرواية»، ويرجع محكم دورة جائزة البوكر العالمية للرواية العربية الأخيرة، أسباب هذا الواقع والتقدم للرواية إلى القارئ الذي آثر الأعمال السردية على الشعر، ويؤكد «أن هذه الحال لا تدل على تميز الرواية عن الشعر، ولكن إقبال القارئ والمتابع على جنس دون جنس أوجد هذه الحال»، وعدّد شاعرات سعوديات برزن ومازالت أسماؤهن في المشهد الشعري السعودي والعربي وهن، بحسب قوله، فوزية أبوخالد وهدى الدغفق، وأشجان هندي وغيرهن. من جانب آخر ذكرت عضو هيئة التدريس في جامعة هارفارد مليكة زغال، أن «الدراسة والبحث في منطقة الشرق الأوسط ظلت متمحورة ومركزة أعواماً طويلة على أدب منطقة الشام ومصر، مع إغفال كبير للنتاج الإبداعي لإنسان منطقة الجزيرة، على رغم الثراء المعرفي والتاريخي في ذلك المكان، لذا حرص قسم الدراسات الشرقية على تنظيم هذه الندوة مع تنامي الاهتمام بمنطقة الجزيرة العربية، و«لاسيما ما يتعلق بالمرأة بوصفها روائية، وحضورها اللافت في هذا المجال». يذكر أن الأكاديمية الغدير، ستقدم ورقة عمل متعلقة بتجربة الكتابة لدى الروائية السعودية على وجه العموم، كما سيشارك في الندوة عدد من المهتمين بدراسات الشرق الأوسط، والإنسانيات والأدب المقارن، على مستوى الولاياتالمتحدة، وتأمل زغال بأن تسهم الندوة في إعادة صياغة التخصصات في قسم الدراسات الشرقية في جامعة هارفارد، وحتى «تعكس عن كثب عمق التجربة الحضارية لإنسان الجزيرة العربية».