كتاب جديد عن الفكر والزعيم السياسي أنطون سعادة في عنوان «أنطون سعادة والصهيونية: قراءة في الخطة الصهيونية والخطة القومية المعاكسة»، للكاتب توفيق مهنا، نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي. وهو محاولة جديدة لإعادة اكتشاف أنطون سعادة في فهمه المبكر للحركة الصهونية وتحذيره منها في كتاباته الأولى في عشرينات القرن الماضي وقبل تأسيسه الحزب عام 1932 الذي أراده محركاً لنهضة شاملة تطلق كل عناصر القوة الكامنة في الأمة. ويعرض الكاتب الخطة الصهيونية للاستيلاء على فلسطين وأهداف المشروع الصهيوني في أرض الميعاد المزعومة، وما تميز به سعادة عن غيره من مفكري تلك الفترة، ولعل أبرزه مبادرته إلى تأسيس «حركة سياسية ونضالية للتصدي للمشروع الصهيوني المنظم والمؤطر في مؤسسات». ويركز على نقطة طالما أخذها منتقدو سعادة عليه، وهي عدم تمييزه بين اليهود والصهيونية، ليؤكد عدم صحتها وأن سعادة أشار إلى وجود اليهود المتنورين الذين يرون في الحركة الصهيونية خطراً، حتى على وجودهم بالذات، ولم يقل، في المطلق، إن كل يهودي صهيوني، مستشهداً بأقوال من سعادة ومن باحثين في فكره تؤيد ما ذهب إليه. ويتحدث الكاتب بإسهاب عن أسس الخطة الصهيونية التاريخية والدينية وما رافقها من عقد اضطهاد وعنصرية وانغلاق، وصولاً إلى وعد بلفور والقوة المنظمة، ونظرة سعادة إليها، إذ على أساسها وضع قواعد الخطة المعاكسة انطلاقاً من أن الخطر الصهيوني يهدد وجود الأمة في الصميم ويضعها بين الحياة والموت. ومن أبرز هذه القواعد العقائدية والفكرية: الوعي القومي والوحدة القومية ووحدة المجتمع والنظام الاقتصادي القومي والقوة التي هي القول الفصل. وفي تقديم الكتاب يقول صقر أبو فخر: «الكتاب الذي بين أيدينا يعيد النضارة الى نصوص أنطون سعادة، بل يعيد اليها مكانتها الرفيعة التي ربما لم تكتشفها الأجيال الجديدة من شباب الأمة. وتكمن أهمية هذا الكتاب في أنه أعاد وصل موقف سعادة من الخطر الصهيوني المحدق بفلسطين ومحيطها القومي آنذاك بموقفه التأسيسي من خطر الاستعمار... وفي أنه رأى أن التفسخ الروحي للأمة السورية وتردي أحوال السوريين هما خطر أساسي على مستقبل فلسطين...». كتاب يندرج في حركة إعادة الاعتبار لسعادة في ظل التفتت الطائفي والمذهبي والقطري وانحسار الولاء القومي، وهما فرصتان حاربهما سعادة بلا هوادة. صدر الكتاب عن دار «الفرات» في بيروت.