بررت لمياء بخاري قيادتها السيارة في شوارع جدة أخيراً، لحاجتها الملحة إلى قضاء حوائجها ومتطلبات حياتها وأسرتها، مضيفة أنها تمتلك رخصة قيادة دولية، إذ كانت تقوم بإيصال أبنائها إلى المدارس خلال فترة إقامتها في لبنان وأميركا. وأكدت في حديث مع «الحياة» أنها تعاني من سائقي سيارات الأجرة بسبب غلاء أسعارهم إضافة إلى عدم التزامهم بالوقت المحدد لقضاء «مشاويرها» اليومية، خلافاً إلى سوء أخلاق البعض منهم من خلال تحرشهم بالسيدات، وهو ما يضعها في توتر دائم. وقالت: «إن قصة قيادتي السيارة في شوارع جدة بدأت عندما كنت عائدة من رحلة سفر، وكان من المفترض أن أمكث في جدة ثلاثة أيام كونها زيارة عائلية، إضافة إلى الانتهاء من بعض الأمور الخاصة والعالقة، خصوصاً أن زوجي لن يترك عمله في المنطقة الشرقية ليعمل على إنهاء مشاويري الخاصة بي». وزادت: «قمت باستخدام سائق بالمشوار في اليوم الأول وكان يقود بسرعة جنونية، وعندما طلبت منه تهدئة السرعة نظر إليّ وقال لي: «أنا مو الخدام حقك»، وعلى الفور قمت بفتح باب السيارة والنزول في الشارع، وفجأة وجدت نفسي أقف في وسط طريق الأمير سلطان وبين زحام السيارات ونظرات المارة، إلى أن قمت بالاتصال على إحدى صديقاتي والتي قامت بإرسال سائقها لأخذي بعد انتظار تحت أشعت الشمس مدة 40 دقيقة». وأشارت إلى أن تعرضها للمواقف السيئة المتكررة والرواتب الشهرية التي تدفع للسائقين دفعاها إلى استعارة سيارة صديقتها لقيادتها خلال الأيام الماضية في شوارع جدة، وقالت: «صديقتي وهي مالكة السيارة ركبت في المقعد الخلفي ومن ثم انطلقت، وكان لا بد حينها من توثيق الموقف وتصويره، إذ خرجت من أحد المطاعم باتجاه المنزل، ولله الحمد لم يقم أي شخص بالتعرض لنا أو إيذائنا بأية طريقة كانت، وخلال الطريق طلبت صديقتها قيادة السيارة فقادت مدة خمس دقائق شعرت خلالها بأنها كسرت حاجز الخوف، وشعرت بفرح تخلصها من تسلط بعض سائقي الأجرة وتجاوزاتهم». وأوضحت أنها صادفت خلال قيادتها للسيارة ثلاث دوريات للمرور، ولم يتم إيقافها، إضافة إلى أنها لم تتعرض لملاحقة الشبان بغرض المعاكسة كما يشاع من جانب المعارضين لقيادة المرأة السيارة في السعودية. وقالت: «إن دعوات المطالبة بقيادة المرأة للسيارة في 26 أكتوبر الذي يوافق أول من أمس (السبت)، لا تتضمن المناداة بتجمع النساء والفتيات، أو عمل مظاهرات في الشوارع ضد الدولة، بل هي دعوة لكسر الخوف لدى المرأة التي ترغب في قيادة السيارة برفقة محرمها، لتتعلم كيفية قضاء حاجاتها بنفسها وليس للتسلية أو اللعب». وقالت: «هناك من صوّر مطالبات قيادة المرأة بتحدي الأنظمة بغرض إفشالها، إلا أن الحقيقة أنها فكرة تهدف إلى كسر حاجز الخوف الاجتماعي تجاه هذه القضية التي ظلت أعواماً طويلة من دون حلول، خصوصاً أن القانون السعودي لا يمنع قيادة المرأة في شكل صريح، بل تركها للمجتمع».