التقى وزير النفط الإيراني بيجن نمدار زنغنه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في إطار جولة إقليمية يقوم بها الوزير وتهدف لتوفير الدعم اللازم لاستقرار أسعار النفط الآخذة في الهبوط المستمر، وذلك قبل نحو أسبوعين من اجتماع مهم لمنظمة "أوبك" في 27 من الشهر الجاري. واكتفت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" بالقول اليوم الأربعاء إن المقابلة التي جرت أمس الثلثاء وحضرها وزير النفط الكويتي علي العمير تضمنت تسليم الوزير الإيراني رسالة لأمير الكويت من الرئيس حسن روحاني "تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الصديقين وسبل تنمية أوجه التعاون بينهما في المجالات كافة". لكن صحف إيرانية رسمية قالت إن المقابلة مع أمير الكويت ناقشت هبوط أسعار النفط. وأشارت وكالة الأنباء الايرانية "إيرنا" إن أن المقابلة ناقشت "التطورات في السوق النفطية". وكان الوزير الإيراني زار قطر يوم الاثنين وسلم أمير قطر رسالة من الرئيس حسن روحاني تدعو الى التعاون "لجلب الاستقرار الى سوق النفط العالمية"، وذلك وفق ما ذكرت وكالة "إيرنا" ووكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية. وتكافح إيران التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على تصدير النفط من أجل استعادة توازن الميزانية التي تضررت كثيراً بسبب الهبوط الحاد لأسعار الخام. وتستند ميزانية إيران إلى سعر للنفط قدره نحو 100 دولار للبرميل، لكن سعر الخام وصل حالياً إلى نحو 81 دولار للبرميل. وتراجعت أسعار النفط العالمية نحو 30 في المئة منذ حزيران (يونيو)، إذ ساهم إنتاج النفط الصخري الأميركي الآخذ بالتزايد في تنامي الإمدادات. وتكررت خلال الفترة الماضية التصريحات بأن "أوبك" لا تعتزم تخفيض الانتاج للتأثير على الأسعار، وحتى الآن اقتصرت الدعوة إلى خفض إنتاج "أوبك" على مسؤول ليبي في المنظمة وفنزويلا والإكوادور. وإيران من أعضاء "أوبك" الذين يدعون عادة لخفض امدادات المعروض لدعم الأسعار، لكنها غيرت نهجها الشهر الماضي وقالت إن بوسعها تحمل انخفاض أسعار النفط وإنه لا توجد خطة لاجتماع طارئ ل"أوبك" لوقف هبوط الأسعار. وكان الزعيم الأعلى لإيران علي خامنئي أكد الشهر الماضي أن اعتماد بلاده على إيرادات النفط يضع الجمهورية الإسلامية تحت رحمة القوى الكبرى. وقال"إدارة بلادنا اعتماداً على إيرادات النفط تترك الاقتصاد الإيراني تحت رحمة صناع السياسة الكبار في العالم". واتهم ناطق باسم الحكومة الإيرانية "دولاً إسلامية في المنطقة بالتآمر مع الغرب لخفض أسعار النفط" كوسيلة لإلحاق مزيد من الضرر باقتصادها الذي قوضته العقوبات.