اتهمت إيران دولا إسلامية في الشرق الأوسط بالتآمر مع الغرب لخفض أسعار النفط كوسيلة لإلحاق مزيد من الضرر باقتصادها الذي قوضته العقوبات. وبحسب "رويترز"، هوت أسعار النفط بنحو الربع منذ يونيو حزيران وهو ما دفع حكومة الرئيس حسن روحاني للمسارعة للبحث عن مصادر بديلة للدخل للوفاء بتوقعاتها للإيرادات في الميزانية الحالية التي تفترض سعرا للنفط قدره 100 دولار للبرميل. وقال محمد باقر نوبخت المتحدث باسم الحكومة أمام رجال دين شيعة في معقلهم مدينة قم يوم الاثنين "بعض من تدعى دولا إسلامية في المنطقة تخدم مصالح أمريكا والقوى المتغطرسة (الأخرى) في محاولة الضغط على الجمهورية الإسلامية." وأضاف "تسبب (الغرب) في انخفاض انتاجنا من النفط من أربعة ملايين برميل يوميا إلى مليون برميل يوميا .. وهذا الانخفاض الذي طرأ في الآونة الأخيرة على أسعار النفط هو أحدث حيلهم." وجاء التراجع في سعر النفط نتيجة لزيادة المعروض ودلالات على ضعف نمو الطلب وامتناع السعودية ومنتجين كبار آخرين في منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك فيما يبدو عن خفض امدادات المعروض لرفع الأسعار. وتماسك سعر الخام القياسي الأوروبي برنت قرب 86 دولارا للبرميل يوم الثلاثاء بعدما هبط من أكثر من 110 دولارات للبرميل في يونيو حزيران. وسارع متشددون إسلاميون في إيران إلى تحميل السعودية مسؤولية انخفاض الأسعار لكن الرئيس روحاني وحكومته المعتدلة حرصا على عدم استعداء الرياض العضو في أوبك أيضا ومنافستهم الاقليمية من أجل تحسين العلاقات في المستقبل. وبعد تزايد الانتقادات "لرده السلبي" على انخفاض أسعار النفط أمر روحاني وزير النفط بيجن زنغنة في أواخر الأسبوع الماضي بابتكار "أسلوب أكثر فعالية في استخدام الدبلوماسية" لمنع مزيد من الانخفاض في الأسعار. وإيران من بين أول الأعضاء في أوبك الذين يدعون عادة لخفض الامدادات لدعم الأسعار. ويقول محللون إن إيران تحتاج أسعارا مرتفعة نسبيا لإحداث التوازن بين الإيرادات والمصروفات بميزانيتها. لكن إيران غيرت نهجها هذا الشهر وقالت إن بوسعها تحمل انخفاض اسعار النفط وإنه لا توجد خطة لاجتماع طارئ لأوبك لوقف هبوط الأسعار. وأشار بعض أعضاء أوبك ومنهم السعودية والكويت إلى أنه من المستبعد ان تخفض المنظمة الإنتاج لدعم الأسعار في اجتماعها المقرر في 27 من نوفمبر تشرين الثاني. ولمح بعض المحللين إلى أن السعودية مستعدة لاستيعاب أثر انخفاض أسعار النفط لمساعدة الغرب وإضعاف موقف موسكو في مفاوضاتها بشأن سيادة أوكرانيا وإضعاف وضع إيران في المفاوضات مع الغرب أيضا للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي. ورفضت مصادر خليجية في قطاع النفط هذه الفكرة، ووصفتها بأنها محض خيال..