تحولت مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت إلى «ساحات» لكسب ود وأصوات الناخبين في انتخابات مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة في دورتها ال21، والمقرر أن يعلن موعد إجرائها اليوم (الأحد). إذ اتجه عدد كبير من المرشحين للانتخابات إلى الإعلان عن أنفسهم والترويج لحملاتهم الانتخابية وكسب التأييد عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و«فيسبوك»، إذ أصبحت هذه المواقع مقياساً للرأي العام تتم من خلالها معرفة قصور الأداء وتوجهات الناخبين والمجتمع. وفي ظل صمت وزارة التجارة والصناعة عن حملات الترويج والإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، أوضح مساعد الأمين العام لغرفة جدة التجارية المهندس محيي الدين حكمي في حديثه إلى «الحياة» أن الوزارة غضت الطرف عن استخدام المرشحين لانتخابات الغرفة في الدورة الماضية لمواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لحملاتهم، مطالباً بخروجها عن صمتها إما بالقبول أو رفض ذلك. وأكد حكمي ضرورة التزام المرشحين لانتخابات مجلس الغرفة بأخلاق ومواثيق الغرفة التجارية، وضوابط وزارة التجارة والصناعة في عدم الظهور في وسائل الإعلام بالتصريح أو الإعلان أو الترويج عن حملاتهم، إذ إن ذلك يُعد مخالفة للأنظمة قبل الحصول على موافقة اللجنة المشرفة على سير الانتخابات. ورأت المرشحة لانتخابات مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية في جدة رانية سلامة في حديثها إلى «الحياة» أن تحول بعض المرشحين إلى إعلان حملاتهم والترويج لها عبر برنامج انتخابي في وسائل التواصل الاجتماعي يعود إلى تأثير تلك المواقع في الرأي العام ومتابعة الجمهور لها، مؤكدة أنها طريقة قانونية لظهور البعض منهم في وسائل الإعلام الجديد وتلافي منع الظهور في وسائل الإعلام الرسمي. وقالت إن لجنة الانتخابات المشرفة على سير العملية الانتخابية من وزارة التجارة والصناعة اشترطت على المرشحين عدم الظهور في وسائل الإعلام والتحدث عن الحملات الانتخابية، مشيرة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي ساعدت في تقديم خدمات عديدة للمرشحين. وبيّنت سلامة أن نسبة المصوتين في انتخابات الغرفة التجارية في الدورة الماضية بلغت 20 في المئة من إجمالي 47 ألف ناخب، مفيدة أن شريحة كبيرة من رجال الأعمال لا تشارك في التصويت في الانتخابات التي تُعد حقاً من حقوقهم. وأضافت: «أعداد شبان وشابات الأعمال المنتسبين في لجان الغرفة التجارية دفعتني للمشاركة في الانتخابات، إذ لا بد من ضخ دماء جديدة في مجلس الإدارة ورفع نسبة المشاركات الشبابية». وأكدت أن من حق المجتمع محاسبة مجلس إدارة الغرفة التجارية على الإنجازات المقدمة والمشاركة في تنمية المجتمع، إضافة إلى المطالبة بالحقوق في فرص التوظيف المطروحة، ومناقشة المشاريع المنجزة أو المتعثرة. من جهته، أوضح أحد المرشحين (فضل عدم ذكر اسمه)، في حديثه إلى «الحياة» أن العمل على الحملات الانتخابية جارٍ «على قدم وساق» للتحضير لمعركة الانتخابات، التي وصفها بأنها ستكون «ساخنة جداً»، مبدياً تخوفه من جيل «الكبار» من رجال الأعمال في إحداث الفرقة بين جيل الشباب، أو تكرار سيناريو استقطاب أصوات الناخبين من طريق شراء الأصوات بالمبالغ المالية. وتابع: «العلاقات الجيدة مع المنتسبين والتجار ستلعب الدور الأكبر في التصويت من عدمه، لذلك الرهان سيكون على الثقة المتبادلة واستخدام الوسائل الحديثة، مثل مواقع التواصل الاجتماعي، لكسب ثقة الشباب ممن تقدموا للترشح في الانتخابات». يذكر أن عدد المرشحين للانتخابات بلغ 59 مرشحاً بعد انسحاب رئيس الغرفة الحالي صالح كامل، وماهر الحربي، وبلغ عدد المرشحين من فئة التجار 49 مرشحاً إضافة إلى 10 مرشحين من فئة الصناعيين، كما تحوي القائمة 9 مرشحات من سيدات الأعمال.