اندلعت معارك أمس بين الجيش الكونغولي ومتمردي حركة «أم 23» في كانياماهور شمال مدينة غوما عاصمة ولاية كيفو الشمالية القريبة من حدود رواندا وأوغندا اللتين تتهمان بدعم المتمردين، وذلك بعد أربعة أيام على تعليق محادثات السلام بين الطرفين. وتحدث سكان عن سماع انفجارات سببها أسلحة ثقيلة، فيما تبادل الطرفان الاتهامات بشن الهجوم. وقال الكولونيل أوليفييه هامولي الناطق باسم الجيش في ولاية كيفو الشمالية: «هاجمنا المتمردون»، فيما قال الناطق العسكري باسم المتمردين فياني كازاراما إن «القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديموقراطية هاجمت مواقعنا في منطقة كانياماهورو-كيبومبا»، متهماً كينشاسا ب «تنفيذ عملية تخريب حقيقية لعملية السلام في كمبالا». أما بعثة الأممالمتحدة لإرساء الاستقرار فقالت إن «مقاتلي أم 23 شنوا الهجوم» الذي خرق هدنة مطبقة منذ أن أدى هجوم شنه الجيش الكونغولي بدعم من قوات الأممالمتحدة إلى تراجع الجبهة 15 كيلومتراً. وتسيطر الحركة على هضبة كيبومبا في كانياماهورو التي ترتفع 1800 متر عن سطح البحر، ما دفع الجيش النظامي إلى طلب دعم مروحيات قوات الأممالمتحدة لتنفيذ عمليات، في وقت تحدث سكان عن دخول جنود روانديين لدعم «أم 23». وكانت المفاوضات استؤنفت في كمبالا في 10 أيلول (سبتمبر) الماضي، بعد توقف استمر شهوراً، بضغط من رؤساء دول منطقة البحيرات العظمى. وأثار توقفها ليل السبت - الأحد مخاوف من اندلاع موجة عنف جديدة في شمال كيفو الغني بثروته الزراعية والمنجمية والذي تمزقه الحروب منذ 20 سنة. وكانت الأممالمتحدة والموفدون الخاصون للمجتمع الدولي (الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي دعوا في بيان الطرفين إلى «التحلي بأقصى قدر من ضبط النفس ميدانياً من أجل إتاحة إنهاء الحوار» الذي قبلت الحركة باستئنافه بوساطة أوغندية، فيما أصرت الحكومة الكونغولية على أنها «أنجزت ما عليها»، مؤكدة استعداداها لمواصلة عملها العسكري.