سيطرت «حركة 23 مارس» (أم 23) المتمردة في الكونغو الديموقراطية على مدينة غوما عاصمة إقليم كيفو الشمالي، شرق البلاد. وقال الناطق باسم الحركة الكولونيل فياناي كازاراما، إن المطار يخضع أيضاً لسيطرتها، مؤكداً أن عناصرها «يلاحقون العدو». كذلك تمكن المتمردون من السيطرة على مركزين حدوديين مع مدينة غيسيني الرواندية المجاورة، كما ذكر صحافي على الجانب الرواندي من الحدود. وقال إنه لم يعد في الجانب الرواندي من الحدود يسمع إطلاق نار في غوما. ورافقت تقدم المتمردين داخل غوما اشتباكات مع القوات النظامية في الجزء الغربي من المدينة. واشتبك المتمردون مع قوات كونغولية نظامية في جادة قرب المطار قبل أن يواصلوا سيرهم باتجاه مركز غيسيني الحدودي. ولوحظ ان أي رد فعل لم يصدر عن المتمردين لدى مرور مدرعتين خفيفتين لقوة الأممالمتحدة لإحلال الاستقرار في الكونغو الديموقراطية. وبقي جنود حفظ السلام في معسكراتهم. وينتشر 6700 رجل من هذه القوة في إقليم كيفو الشمالي. وسمع إطلاق نار في غرب المدينة وفي حي كاتيندو الذي يبدأ فيه الطريق الوحيد المؤدي من المدينة الى ساكي شرقاً ومنها إلى إقليم كيفو الجنوبي. وهو المحور الذي تسلكه القوات النظامية في انسحابها. وقدمت فرنسا قراراً إلى مجلس الأمن يطلب تشديد العقوبات الدولية على متمردي «أم 23» الذين بادروا إلى خرق وقف لإطلاق النار مع الجيش الكونغولي بعد رفض حكومة كينشاسا التفاوض معهم. وقال السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة جيرار أرو، إن الحركة المتمردة تجاهلت تماماً طلب مجلس الأمن السبت بأن توقف زحفها باتجاه غوما و «ان يتوقف كل دعم خارجي أو تزويد بالمعدات لحركة أم 23 على الفور». ودان الاتحاد الأفريقي «بشدة» في بيان هجوم «أم 23» على غوما، وطالب الحركة ب «وقفه على الفور ومن دون شروط». وأكدت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني-زوما مجدداً على «ضرورة تعاون كل الأطراف المعنية بشكل تام مع الجهود المبذولة في اطار المؤتمر الدولي حول منطقة البحيرات العظمى مع دعم الاتحاد الأفريقي التام». ويسعى المؤتمر الدولي حول منطقة البحيرات العظمى منذ تموز (يوليو) الماضي إلى تشكيل قوة دولية من آلاف الجنود للقضاء على المجموعات المسلحة الناشطة في شرق الكونغو الديموقراطية. وكلفت دلاميني-زوما الممثل الخاص للاتحاد الأفريقي لمنطقة البحيرات العظمى بوبكر غاوسو ديارا «التوجه فوراً إلى المنطقة وإجراء المشاورات المناسبة بغية الإسهام في حل سريع».