طلب قادة الدول الأفريقية أمس خلال القمة المنعقدة في كمبالا لايجاد حل للنزاع في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، من المتمردين وقف المعارك والانسحاب من غوما (شرق) «من الآن وحتى 48 ساعة». وفي بيانهم الختامي طلب المشاركون في القمة من المتمردين في «حركة 23 مارس» (أم 23) التوقف أيضاً عن «الإعلان أنه يجب إطاحة الحكومة المنتخبة» في جمهورية الكونغو. في المقابل، ستكون حكومة كينشاسا مستعدة «للإستماع وتقويم المطالب المشروعة وتلبيتها» للمتمردين، كما ورد في البيان. وشارك رئيس جمهورية الكونغو الديموقراطية جوزف كابيلا خصوصاً في هذه القمة التي رئسها رئيس أوغندا يويري موسيفيني. أما نظيرهما الرواندي بول كاغامي فلم ينتقل الى العاصمة الأوغندية، ومثاته وزيرة خارجيته لويز موشيميوابو. وأعلن وزير الخارجية الأوغندي سام كوتيسا، الذي تلا النص المختلف قليلاً عما نقلته الصحافة، أن المتمردين يجب أن ينسحبوا إلى «20 كلم على الأقل شمال غوما». وهذه البلدة على بعد 20 كلم شمال عاصمة شمال كيفو تتصل إلى حد ما بالمواقع التي كان يسيطر عليها المتمردون قرب كيبومبا قبل شن الهجوم على غوما، والاستيلاء على المدينة من دون أي مقاومة الثلثاء الماضي. ويفترض بقوة الأممالمتحدة في جمهورية الكونغو الديموقراطية (17 ألف رجل) أن «تحتل وتفرض الامن في منطقة محايدة بين غوما والمناطق الجديدة التي إحتلتها حركة أم 23 وتفرض الأمن فيها»، بحسب هذا البيان. وينتشر 6700 جندي من القوات الدولية في هذه المنطقة الغنية بالماس والمعادن الثمينة. وتحدثت معلومات أن رئيس الذراع السياسية ل «23 مارس» كان موجوداً في كمبالا. على صعيد آخر، تعتزم الأممالمتحدة إستخدام طائرات من دون طيار للمرة الأولى لمراقبة شرق الكونغو، في مبادرة مثيرة للجدل قد تقلق دولاً أعضاء في المنظمة الدولية. وأجرى مسؤولون في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إتصالات مع الحكومتين الكونغولية والرواندية في شأن هذه المبادرة الحساسة التي يمكن أن تشكّل سابقة، كما أعلن ديبلوماسيون. وأوضح كيران دواير الناطق بإسم قسم عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة، أن المنظمة الدولية «تدرس سلسلة كاملة من الإجراءات لتعزيز قدرات بعثتها بهدف حماية المدنيين من المجموعات المسلحة المتواجدة في هذه المنطقة الشاسعة في شرق الكونغو». وزاد: «يمثل استخدام طائرات غير حربية، طائرات من دون طيار، لمراقبة تحركات هذه المجموعات أحد الأدوات التي ندرسها». وأضاف: «بالتأكيد سنقوم بذلك بكل حذر، وبالتعاون التام مع الحكومة الكونغولية، ومع اختيار وسائل المراقبة الأكثر فعالية للمساعدة في تنفيذ مهمتنا لحماية المدنيين. لكن لتطبيق هذه الأدوات، سنحتاج الى دعم بعض الدول الأعضاء». وتعتزم الأممالمتحدة أيضاً زيادة عديد بعثتها إلى 19500 رجل وإعادة إنتشارها. وسيعرض الأمين العام بان كي مون قريباً مقترحات بهذا المعنى على مجلس الأمن. وأعلنت الأممالمتحدة ان القوات الدولية قد تعرّض للخطر السكان المدنيين إذا حاولت وقف تقدّم المتمردين، وإن بعثتها لحفظ السلام لا يمكنها أن تحل محل جيش وطني. وكشف ديبلوماسي أن «الأممالمتحدة أتصلت بدول عدة، بينها الولاياتالمتحدة وفرنسا، لتطلب منها تزويدها بطائرات من دون طيار يمكن أن تقوم بدور مهم في مراقبة حدود الكونغو» وأضاف «من الواضح مع ذلك أنه ستكون هناك تداعيات سياسية» في هذا الملف، لا سيما أن «الموضوع مثير للجدل، والدول ليست متفقة كلها في شأنه»، علماً أن الطائرات من دون طيار ستستخدم في عمليات المراقبة فقط، لكن قدراتها على التجسس قد تثير قلق عدداً من هذه الدول. وتساءل: «إذا استخدمت الطائرات في مهمات أخرى، من الذي سيتولى تخزين المعلومات التي ستجمع ويضمن عدم نقلها إلى آخرين؟». إلى ذلك، أجلت الأممالمتحدة 76 من القضاة والموظفين والصحافيين لجأوا إلى قواعدها، عن طريق جسر جوي من الأراضي التي يسيطر عليها متمردو «23 مارس»، كانوا من بين الأهداف المحتملين للحركة. وأشار خبراء وديبلوماسيون إلى أن الجيش النظامي عانى تفككاً في مواجهة المتمردين، الذين إنضم إلى صفوفهم طيلة الأسبوع الماضي مئات الجنود المنشقين. وأُبلغ عن سقوط قتلى في تصفية حسابات وعمليات إغتصاب للطواقم الطبية، فضلاً عن تجنيد أطفال وخطفهم