لوهلة يظن الزائر لبلدة النقيرة، الواقعة على بعد 65 كيلومتراً إلى الغرب من مدينة النعيرية، أن «قطار الخدمات» لم يمر من هنا، فما ينقص البلدة ذات الثلاثة آلاف نسمة، أكثر مما يتوافر فيها. ويصدمك بعض سكان البلدة، بأن «كل، وفي أحسن الأحوال معظم، المشاريع الحكومية المقامة في النقيرة، تشكو التعثر». وترتبط النقيرة بطريق أسفلتي «ضيق المسار» يتفرع لها من الطريق العام الرابط بين محافظتي النعيرية وحفر الباطن، على بعد 18 كيلومتراً غرب النعيرية، أنشئ قبل سنوات، إثر مطالبة سكانها، وكثرة الحوادث المرورية والضياع الذي تعرض له السكان والزائرون والموظفون، من معلمين ومعلمات، ما سهّل عليهم اليوم، الوصول لها بكل يسر وسهولة. إلا أن البلدة ما زالت تفتقد الكثير من الخدمات، التي يتطلع الأهالي إلى تحقيقها. وفي مقدمتها الخدمات الأمنية والتعليمية والصحية والخدمية. ويشكل غياب هذه الخدمات «هاجساً ومعاناة» تقلق الأهالي، وتحملهم الكثير من المتاعب النفسية والجسدية والمالية. وهو ما دعا الكثير من هؤلاء الأهالي إلى الاعتماد على جهودهم الذاتية، في ظل المطالبة والبحث المتواصل عن هذه الخدمات، والرفع عنها إلى الجهات المسؤولة. وكان آخرها خلال زيارة وفد المجلس البلدي في محافظة النعيرية، أخيراً. ونشرت عنه «الحياة» بعنوان «بلدي النعيرية يرصد تدني الخدمات في النقيرة والنقير». ويشكل الغياب الأمني في النقيرة، معاناة واضحة. واعتبر فهد شلاش، افتتاح مركز شرطة في البلدة «من المطالبات المهمة التي تقدمنا بها مراراً وتكراراً، ورفع بها رئيس المركز، إلى الجهات المسؤولة، لسرعة افتتاحه»، مشيراً إلى ما تشهده البلدة خلال «مرور هواة القنص والصيد، الذين يعرضون الأهالي إلى المخاطر، ببندقياتهم النارية، بحثاً عن أنواع الصيد في المزارع المحيطة بالبلدة التي يجد فيها الأبناء أيضاً، وقتاً للعب خلال فترات الفراغ». وأضاف شلاش، «نعاني أيضاً من كثرة تفحيط المراهقين الذين يسهرون لساعات متأخرة من الليل، من دون مراعاة أوضاع المرضى والأطفال وكبار السن الذين ينامون غالباً، في أسطح منازلهم، لكونها عادة بين كبار السن في تلك البلدة. وهو ما حدا ببعض الأهالي إلى وضع مطبات اصطناعية أمام منازلهم بجهودهم الشخصية، وعلى نفقتهم الخاصة، حفاظاً على سلامة أبنائهم، من تهور بعض الشبان، ما قد لا يحمد عقباه»، ويأمل أن «يرى مركز الشرطة في النقيرة النور قريباً». وأضاف سعود العازمي، إلى حاجة البلدة إلى «مركز دفاع مدني، ونقطة هلال أحمر، يباشر حوادث الحريق التي تقع في البلدة، ولا تجد من يتولى إطفاءها، إلا الأهالي أنفسهم، باستخدام وسائل بدائية، من مياه وأتربة»، لافتاً إلى بعد المسافة عن أقرب مركز دفاع مدني، الذي يقع في مدينة النعيرية». وقال: «تعرض منزل أحد أقاربي، إلى حادثة حريق ليلاً، ونجا هو وأسرته من موت محقق. فيما التهمت النيران أثاث منزله، ونحن لا نملك شيئاً يمكننا فعله إلا الطرق البدائية التي قد تكلف أحدنا حياته». وأشار العازمي، إلى أن الحرائق في النقيرة «متكررة، والوضع يتطلب افتتاح مركز دفاع مدني يخدم البلدة، وكذلك هجرتي نقير والبجسة، إضافة إلى أن هذا المركز سيكون له دور في مباشرة الحوادث التي تقع على طريق مدينة الملك خالد العسكرية»، لافتاً إلى أن الكثير من المنازل في النقيرة «تبدو متجاورة مع بعضها، ما يسهّل انتقال النيران من منزل إلى آخر في حال نشوبها». كما تفتقد البلدة إلى مركز صحي، يخدم الأهالي، حيث لا يوجد سوى «نقطة صحية»، يعمل فيها ممرض يومين في الأسبوع. ولا يوفر الخدمة العلاجية للمرضى الذين يتكبدون عناء السفر إلى المحافظات المجاورة لتلقي العلاج فيها. واستغرب العازمي، من «تأخر افتتاح مركز صحي في البلدة، على رغم صدور الموافقة عليه من جانب وزارة الصحة، وزيارة اللجنة المشكلة من المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية»، مطالباً ب «سرعة افتتاح المركز، وإنشاء مبنى لمركز صحي أسوة في المراكز الأخرى على مستوى الشرقية». ولفت مبارك مطلق، إلى معاناة طالبات النقيرة، من «ضيق المبنى المستأجر الذي يكتظ بثلاث مراحل دراسية (ابتدائي، ومتوسط، وثانوي)، وهو عبارة عن بيت سكني لا تتوافر فيه الساحات الكافية التي تخدم العملية التعليمية». ويرى الكثير من الأهالي أنه «لا يناسب بناتهم، لضيق مساحته وتردي مرافقه الخدمية التي يتواصل العمل على صيانتها بين فترة وأخرى». ولكن ذلك ليس الحل الذي يراه الأهالي، في بحث مشروع تعثر مبنى المجمع التعليمي، المتوقف منذ سنوات، مطالبين المسؤولين في وزارة التربية والتعليم، بسرعة النظر في إنجاز المشروع.