يعيش نحو 1500 شخص، يقطنون هجراً تقع إلى الشمال من محافظة النعيرية، في عزلة، بسبب عدم وصول خدمة الاتصالات المحمولة إليهم، على رغم «التنافس المحموم» بين شركات الاتصالات الثلاث، وسعيها لتغطية جميع الطرق البرية، التي تربط المحافظات والمناطق مع بعضها. ويعيش سكان الهجر معاناة في ظل غياب هذه الخدمة، وانقطاع اتصالهم مع العالم. ولم تجد جهود أهالي هجرتي النقير والبجسة (60 كيلومتراً إلى الشمال من مدينة النعيرية)، لإيصال الخدمة إلى هجرتيهما، تفاعلاً من المسؤولين في شركات الاتصالات، وعلى رغم المطالب المتكررة، بضرورة تشغيل واحدة على الأقل من الشبكات الثلاث، إلا أن الخدمة ما زالت «صامتة»، على رغم وجود شبكتين، إحداهما ل «الاتصالات» والأخرى ل «موبايلي» في مركز النقيرة، التي تبعد عن الهجرتين ما يتراوح بين 10 إلى 15 كيلومتراً. ولكن التغطية لا تصل إلى الهجرتين، لكونهما في مكان منخفض، ولا يتمكن ساكنوهما من إجراء المكالمات، لعدم وجود «خدمة». ما جعل سكان الهجرتين يعيشون في «شبه عزلة» عن العالم، لغياب خدمة «الجوال». ويتكرر الحال على طريق قاعدة الملك خالد العسكرية، وطريق الفاضلي – ثاج. وقال عبد العزيز الجندل، وهو أحد سكان هجرة نقير: «نحن بحاجة ماسة لإحدى شبكات الاتصالات، وبرج تقوية موقت، يوضع على أحد المرتفعات القريبة من الهجرة، كي يتمكن السكان من الاتصال في ذويهم، ومكالمة أبنائهم، أو أقربائهم، عندما تكون هنالك ظروف طارئة تستدعي حضورهم»، مضيفاً «يزور هجرة النقير أشقاء من دولة الكويت، وبعضهم اشترى له بيتاً فيها، ويسكنه في الإجازات، وهم يتذمرون من عدم وجود خدمة اتصال، على رغم أن شبكتي اتصال تبعدان عن الهجرة بمسافة 10 كيلومترات فقط»، مطالبين المسؤولين في الشركات المحلية بوضع شبكة اتصال في الهجرة أو برج تقوية. وأشار سعد دغمان، من أهالي هجرة البجسة، إلى معاناة الأهالي من «عدم وجود شبكة اتصال في هجرتنا، وبخاصة عندما يذهب أبناؤنا إلى المدارس في الهجر المجاورة، ويتأخرون في العودة، سواءً من الأحوال الجوية، أو لعدم وجود طريق مسفلت يربط الهجرة في الهجر الأخرى، فالطرق رملية، وتزداد المعاناة في فصل الصيف، عندما تتحرك الرمال بسبب الرياح التي تهب بين الحين والآخر». بدوره، قال عضو المجلس المحلي في محافظة النعيرية فلاح العازمي، في تصريح ل «الحياة»: «إن هذه الهجر في حاجة ماسة لشبكة اتصالات، وسكانها يحتاجون هذه الخدمة في شكل ضروري. فضلاً عن أن الكثير من الأشقاء من الكويت يزورونا، لوجود صلة قرابة لهم فيها. وبعضهم استوطن فيها، بعد شراء بيت يسكنه في أوقات الإجازات، لكون هذه الهجر بعيدة عن الضوضاء. ويجد فيها البعض راحته بعيداً عن الصخب». وأبان العازمي، أن «الهجر يسكنها كبار السن، سواءً من النساء أو الرجال، وبعضهم لديه مراجعة مستمرة مع المستشفيات، بسبب الأمراض المزمنة، مثل السكري والضغط. وفي بعض الأحيان لا يكون أبناؤهم موجودين، ويحتاجون الاتصال بهم، داعياً المسؤولين في الشركات الثلاث ، إلى «سرعة النظر في مطالب المواطنين، وإنشاء شبكات وأبراج تقوية في هذه الهجر، وإنهاء معاناتهم في القريب العاجل».