واصلت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في شأن جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه الاستماع إلى شهادات الشهود أمس على أن تنطلق في الأيام المقبلة مرحلة جديدة في القضية المعروفة باسم قضية عياش وآخرين. واستجوب الادعاء في جلسة عقدتها غرفة الدرجة الأولى برئاسة القاضي دايفيد راي معاون رئيس قسم البروتوكول لدى الحريري في قريطم محمد منيمنة الذي أدلى بإفادة شملت دوره ومسؤولياته في منصبه وجدول أعمال الحريري وكيفية إعداده وتحضيره وكيفية وضع سجل الزوار. وخلال حديثه عن يوميات الحريري أشار إلى أن مواعيده مع مسؤولي «حزب الله» لم تكن تسجل على جدول الأعمال إضافة إلى مواعيد المسؤولين الأمنيين السوريين الذين كان يلتقيهم من خارج جدول البروتوكول. وقال: «لم نَكن نذكر المواعيد لأننا لم نكن نرتّبها من خلال قسم البروتوكول. الحريري كان يستقبل قبل التاسعة صباحاً أصدقاء ومقرَّبين من دون مواعيد كسياسة البيت المفتوح». وتحدث عن بعض المواعيد المدّونة على حدول أعمال الحريري لعدد من الأيام التي سبقت تاريخ 14 شباط/ فبراير (يوم الاغتيال) وعن بعض الإشارات التي وضعت على جدول المواعيد وبعض الأماكن التي زارها في تلك الفترة إضافة عن أسئلة إلى تأجيل بعض المواعيد. وقال «أعمل لدى عائلة الحريري منذ عام 1999، واللواء الشهيد وسام الحسن كان المسؤول عني وكان يعطي توجيهاته في مجال البروتوكول ومسؤوليتي كانت ترتيب مواعيد الحريري ولقاءاته وتحضير سفراته وكنت أتواصل مع مكتب الرئيس الإعلامي والأمني والمنزل للتَّبليغ عن لائحة مواعيد الرئيس لاتِّخاذ الإجراءات اللازمة». ولفت إلى أن «أحياناً كان الضيف لا يرغب في ذكر اسمه على لائحة المواعيد، كنا نضع أسماء مستعارة تستخدم إما بطلب من الحريري أو بموافقته». وسأل الادعاء عن مواعيد أُدرجت على دفتر المواعيد وأخرى دُوِّنت في سجل الزّوار ولم تدرج في دفتر المواعيد وعن تدوين سفرات الحريري على جدول الأعمال. وأوضح منيمنة أنه «عندما ندوّن مواعيد جلسات البرلمان لم يكن من الضروري أن يحضرها وإذا حضرها كنا نعدّل في المواعيد». وسأل الادعاء الشاهد عن اجتماعات عمل كانت تخصص لأهداف انتخابية كانت تحصل بعد عودته من جلسات البرلمان، مشيراً إلى اجتماع مع شخصين من آل العجوز وغداء مع سليم دياب و 24 شخصاً. وسألت القاضية ميشلين بريدي الشاهد عن كيفية التعامل مع مواعيد مسؤولين أمنيين سوريين، فأجاب الشاهد: «ليس من الضروري معرفتنا بكل المواعيد وفي ما خص تسجيلها لا أعرف إذا كانت تُسجّل أو لا. ومعظم اللقاءات التي كانت تقام في عنجر (مقر رئيس الاستخبارات السورية في لبنان غازي كنعان ثم رستم غزالي) لا نعرف بها وتُرتَّب بين الحريري والوسيط». وسُئِل الشاهد ما إذا كان «النائب غازي العريضي حضر اجتماعاً بين الحريري ووليد المعلم خلال زيارته قصر قريطم في 1 كانون الثاني (يناير) 2005»، وأجاب: «من الممكن ولكن لا أعرف». وعرض الادعاء لائحة جدول الزيارات، مشيراً إلى «تسجيل زيارة مصطفى ناصر في 9 شباط وعدم تسجيل وقت مغادرته». وركّز الادعاء على «سبب وضع ثلاث علامات استفهام إلى جانب اسم ماجد حمدان (شقيق العميد مصطفى حمدان الذي كان قائد الحرس الجمهوري في عهد اميل لحود) في 18 كانون الثاني، وقال الشاهد إنه لا يعرف سبب وضعها. وسئل عن عشاء الحريري عند الرئيس الياس الهراوي في اليوم نفسه. وذكر القاضي راي الشاهد بإفادته في تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 أمام لجنة التحقيق الدولية المستقلة بأن الحريري كانت لديه اجتماعات سرية منتظمة كل أسبوع أو 10 أيام وأن في معظم الأيام كان يتم إخلاء الطبقة عندما يأتي رستم غزالي أو جميل السيد للزيارة إذا لم نرد للشخصين أن يلتقيا الموظّفين. ولكن لم يكن من الضروي الإبقاء على سرية الاجتماعات وفي بعض الأحيان كان غزالي يأتي من دون إنذار.