بينما لم تحمل انتخابات السلطات المحلية في كبرى المدن الإسرائيلية أية مفاجأة، استأثر الانقلاب الذي حصل في رئاسة بلدية الناصرة، كبرى المدن العربية داخل إسرائيل، بالاهتمام الأوسع في وسائل الإعلام العبرية والعربية إذ فاجأ القائم بأعمال رئيس البلدية رئيس قائمة «ناصرتي» علي سلاّم بتفوقه على رئيسه رئيس البلدية في السنوات ال 19 الأخيرة رامز جرايسي بفارق عشرين صوتاً فقط في حين بلغ عدد الناخبين فيها 38 ألفاً. ووفقاً لبيان «لجنة الانتخابات المركزية» التي ترأسها قاضي المحكمة العليا سليم جبران، فإن نسبة التصويت العامة لم تتجاوز 50 في المئة. وأشارت وسائل الإعلام العبرية إلى أن اللامبالاة سيطرت على الشارع الإسرائيلي حتى أن نسبة التصويت للبلدية الإسرائيلية في القدس لم تتعدّ 35 في المئة، كذلك في تل أبيب حيث لم يشارك ثلثا أصحاب حق الاقتراع. وأعاد وزير الداخلية جدعون ساعر انخفاض النسبة إلى عدم اعتبار يوم الانتخابات يوم عطلة رسمية كما الحال في الانتخابات للمجلس التشريعي (الكنيست). ونجح الرئيس الحالي للقدس المدعوم من التيار العلماني والمتدينين المعتدلين نير بركات في هزم خصمه موشيه ليئون الذي استقدمه زعيم «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان إلى القدس للمنافسة على رئاسة بلديتها ليمثل التيار اليميني القومي والمتدينين الأكثر تزمتاً. واعتبر مراقبون خسارة ليئون ضربة لنفوذ ليبرمان الذي رمي بثقله، بالتعاون مع زعيم حركة «شاس» الدينية الشرقية أريه درعي لمصلحة ليئون. وشهد عدد من البلدات العربية معارك انتخابية حامية لم تخلُ من شجارات عنيفة، ولقي مواطن مصرعة بالرصاص وسط اشتباه بأن تكون خلفية القتل انتخابية. وتوجهت كل الأنظار إلى انتخابات بلدية الناصرة، التي تترأسها «الجبهة الديموقراطية – الحزب الشيوعي» منذ نحو أربعة عقود. وتنافس على الرئاسة خمسة مرشحين أبرزهم الرئيس المنتهية ولايته رامز جرايسي ممثلاً «الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة – الحزب الشيوعي، والقائم بأعماله وشريكه في «الجبهة» منذ 15 عاماً علي سلاّم الذي ترك صفوف الحزب قبل ثلاثة أشهر احتجاجاً على رفض مؤسساته ترشيحه على رأس قائمة العضوية التي تتيح له البقاء في منصبه وشكل قائمة مستقلة حملت اسم «ناصرتي». كما شاركت النائب من حزب «التجمع الوطني» حنين زعبي في التنافس لكن النتائج فجرت مفاجأة من العيار الثقيل بنجاح سلاّم في تخطي جرايسي بفارق عُشر بالمئة (20 صوتاً). ولم تحصل زعبي على أكثر من 10 في المئة من الأصوات وهي نتيجة اعتبرها مراقبون هزيمة ثقيلة. وكانت النتائج الأولية أشارت الى فوز جرايسي برئاسة البلدية بفارق 311 صوتاً فعمّت احتفالات مقر «الجبهة» بمشاركة الآلاف إلى أن تبين لاحقاً أن الأرقام النهائية تؤشر إلى تقدم سلاّم. وأصدرت «الجبهة» بياناً رفضت اعتبار النتائج نهائية ورسمية بداعي «تلاعب في صناديق عدة وإضافة أصوات، كذلك تزييف نتائج صناديق وإلغاء أصوات بشكل غير قانوني» مضيفةً أنها ستدرس كيفية معالجة الأمر لاحقاً.