يُسدل الستار اليوم على الدعاية الانتخابية في اسرائيل قبل أقل من 48 ساعة من التوجه إلى صناديق الاقتراع بعد غد وانتخاب الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) التاسع عشر في تاريخ الدولة العبرية. وتشارك في الانتخابات 33 قائمة انتخابية. ويبلغ عدد أصحاب حق الاقتراع 5 ملايين و660 ألفاً، بينهم أكثر من 800 ألف عربي. وينص القانون الأساسي للانتخابات على أن تكون الانتخابات شاملة (حق الانتخاب لكل مواطن بلغ الثامنة عشرة وما فوق)، وقطرية (اعتبار إسرائيل منطقة انتخابية واحدة)، ومباشرة ومتساوية وسرية يختار فيها المقترع بطاقة انتخاب واحدة لأحد الأحزاب، بعد إلغاء التصويت ببطاقة ثانية لرئيس الحكومة. ومع انتهاء فرز الأصوات، يتم توزيع المقاعد ال 120، وبعدها يقوم كل حزب نجح في اجتياز نسبة الحسم (2.5 في المئة من عدد المقترعين، أي نحو 80-85 ألف صوت) بتوصية رئيس الدولة بهوية مرشحه لتشكيل الحكومة الجديدة، فيختار الرئيس صاحب الآمال الأفضل لتشكيل الحكومة ويكلفه المهمة. وطبقاً لاستطلاعات الرأي المختلفة، فإن 11 قائمة من القوائم ال 33 المتنافسة ستنجح في اجتياز نسبة الحسم، بينما تلامس ثلاثة أحزاب أخرى هذا السقف. وهذه أبرز الأحزاب المتنافسة: «ليكود بيتنا»: ايران والاستيطان تحالف بين حزبين يمينيين: حزب الحاكم «ليكود» بزعامة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو و «إسرائيل بيتنا» ممثل المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي سابقاً بزعامة أفيغدور ليبرمان. الغرض من التحالف تشكيل تكتل يميني كبير يحظى بتكليف زعيمه تشكيل الحكومة المقبلة. يضع التحالف «الملف الايراني» (التهديد بهجوم عسكري على المنشآت النووية) على رأس أولوياته، ويدعم توسيع الاستيطان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، ويشترط «حل الدولتين» باعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة يهودية، وبأن تكون دولة منزوعة السلاح تُنتزع من أراضيها القدسالمحتلة وكل المساحة المقامة عليها الكتل الاستيطانية الكبرى. الحزبان يتمثلان حالياً ب 42 مقعداً، ويتوقع حصول القائمة المشتركة على 32-37 مقعداً. تضم القائمة مرشحيْن درزييْن هما النائبان حمد عمار (المكان 28) وأيوب القرا (39). «العمل»: الرفاه الاجتماعي أحد أعرق الأحزاب. ترأسَ الحكومات الإسرائيلية (بأسماء مختلفة) 37 عاماً (منها 29 متواصلة). زعيمته شيلي يحيموفتش إعلامية سابقاً نأت بنفسها وبحزبها عن اليسار وعن معالجة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي لمصلحة «دولة الرفاه الاجتماعي» بهدف جذب أصوات يمين الوسط. يدعم الحزب حل الدولتين مع ضم الكتل الاستيطانية إلى إسرائيل. ويتمثل حالياً ب 8 مقاعد ويتوقع فوزه ب 17-19 مقعداً. مرشحا الحزب في الموقعين 17 و18 عربيان هما النائب غالب مجادلة والنائب السابقة ناديا الحلو. «البيت اليهودي» يمثل المستوطنين حزب يميني متطرف يمثل الصهيونية الدينية والمستوطنين في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. يعارض إقامة دولة فلسطينية ويرى أن الاستيطان حق لإسرائيل «في أنحاء أرض إسرائيل». يدعو إلى ضم المنطقة «ج» إلى السيادة الإسرائيلية. زعيم الحزب هو نفتالي بينيت الذي اخترق الحلبة السياسية قبل شهرين فقط وغدا من أبرز نجومها. يضم الحزب عدداً من المرشحين من غلاة المتطرفين في المستوطنات، ويتمثل حالياً ب7 مقاعد ويتوقع حصوله على 12- 14 مقعداً. «شاس» حزب المتدينين الحريديم حزب يميني يمثل المتدينين المتزمتين (الحرديم) الشرقيين. يدعو إلى مساواة بين الشرقيين والأشكناز (اليهود الغربيين) ودعم الشرائح الضعيفة اقتصادياً. شريك في معظم الحكومات في مقابل تأمين موازنات هائلة لمؤسساته الدينية. نواب الحزب، بزعامة ايلي يشاي والعائد أريه درعي، يأتمرون في القضايا الجوهرية، خصوصاً السياسية، ب «مجلس حكماء التوارة» بقيادة الراب عوفاديا يوسف. يتمثل حالياً ب 11 مقعداً ويتوقع حصوله على 10-12 مقعداً. «يش عتيد»: حزب وسطي حزب وسطي جديد برئاسة الإعلامي البارز يئير لبيد. ينادي بوجوب تغيير سلم الأولويات في الدولة مع التمحور في القضايا الاجتماعية – الاقتصادية والمدنية وتحسين مكانة الطبقات الوسطى والاستثمار في التربية والتعليم. يدعو إلى إلزام «الحرديم» والعرب الخدمة العسكرية أو «الوطنية». يدعم استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، لكن «من دون التفاوض على القدس (المحتلة) والكتل الاستيطانية الكبرى التي يجب أن تبقى تحت السيادة الإسرائيلية». مرشح للفوز ب 9-12 مقعداً. «هتنوعاه» (الحركة) يركز على السلام حزب جديد شكلته زعيمة حزب «كديما» وزيرة الخارجية سابقاً تسيبي ليفني، على أنقاض الحزب المتهاوي. حزب وسطي - يساري بالقاموس الإسرائيلي يطرح ملف الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي في مركز أجندته، ويدعو الى حل الدولتين مع شروط الاعتراف بيهودية إسرائيل، ورفض عودة اللاجئين، وضم الكتل الاستيطانية الكبرى لإسرائيل، ووضع تسوية خاصة بالأماكن المقدسة في القدسالمحتلة. ويتوقع حصوله على 8-10 مقاعد. «يهودوت هتوراة» مع التفاوض المشروط حزب يميني يمثل المتدينين المتزمتين (الحرديم). يؤيد المفاوضات «المشروطة» مع الفلسطينيين. ويعارض تجنيد «الحرديم» ويأتمر أيضاً بمجلس الحاخامات الأعلى. ويتمثل حالياً بخمسة مقاعد. ويتوقع حصوله على 5-6 مقاعد. «ميرتس» لحقوق الانسان وتحقيق السلام حزب اليسار الصهيوني. يعرّف عن نفسه حزباً يهودياً عربياً، وفي صلب أجندته حقوق الإنسان وتحقيق السلام مع الفلسطينيين وإقامة دولة لهم على أساس حدود عام 1967 لكن مع ضم الكتل الاستيطانية الكبرى لإسرائيل أو طبقاً ل «مقترحات (الرئيس الأميركي السابق بيل) كلينتون». يقترح الحزب إلغاء اتفاق اوسلو والاعتراف بفلسطين دولة وإجراء مفاوضات بين دولة إسرائيل ودولة فلسطين. يتمثل اليوم بثلاثة مقاعد، ويتوقع حصوله على 4-6 مقاعد. المرشح الخامس عربي هو عيساوي فريج. الأحزاب العربية والمساواة في المواطنة «القائمة العربية الموحدة – العربية للتغيير»، و «الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة» و «التجمع الوطني الديموقراطي». أحزاب وطنية وإسلامية مع فوارق بسيطة بين برامجها. تحمل أجندة تحقيق السلام العادل مع الفلسطينيين والمساواة في الحقوق للمواطن العربي. «الجبهة» (وفي مركزها الحزب الشيوعي) هي قائمة عربية يهودية، مرشحها الثالث الشيوعي اليهودي العريق دوف حنين. تتمثل مجتمعةً ب 11 مقعداً، ومرشحة للفوز ب 10-12 مقعداً. يتطلب دخول حزب مشارك في الانتخابات عملية توزيع المقاعد البرلمانية حصوله على 2.5 في المئة من مجموع المصوتين. وطبقاً للاستطلاعات، فإن حزب «كديما» الوسطي الذي خرج فائزاً بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات السابقة (28) يقترب من نسبة الحسم وقد يحصل على مقعدين أو ثلاثة. كذلك النائب المنشق عن «شاس» الراب حايم أمسالم. الحزب الثالث هو «عوتسماه ليسرائيل» الأكثر تطرفاً في الساحة السياسية القريب بأفكاره من حركة «كهانا» العنصرية المحظورة، ويدعو الحزب إلى ضم الأراضي الفلسطينيةالمحتلة إلى تخوم إسرائيل بداعي أن للشعب اليهودي الحق الكامل على «أرض إسرائيل».