بدا تدشين ميدان إميل حبيبي في وادي النسناس في حيفا الأحد، أشبه بتظاهرة ثقافية امتدت حوالى أربع ساعات، بمشاركة لفيف من الشخصيات الثقافية والفنية والسياسية، من بينها رئيس بلدية الناصرة واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية المهندس رامز جرايسي ورئيس الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة النائب محمد بركة والنائب السابق عصام مخول والشاعر الفلسطيني أحمد دحبور (الآتي من رام الله) ورئيس بلدية حيفا يونا ياهف وسيادة المطران الياس شقور والنائب عفو إغبارية ورئيسة تحرير «الاتحاد» عايدة توما، إضافة إلى شقيقته ندى (أم توفيق) وأفراد عائلته. ويأتي تدشين الميدان بعد سبعة عشر عاماً على رحيل حبيبي، وستة عشر على إقرار بلدية حيفا تخليد اسمه، بمبادرة من مديرة تراثه الشاعرة سهام داوود، ودعم ثلاثة وثلاثين أديباً وفناناً بارزاً، فلسطينيّاً وعبرياً. وكان بدأ الاحتفال الرسمي في ندوة «بيت الكرمة»، على خلفية ديكور صمّمه الفنان شريف وأكد (لوحة «باق في حيفا»)، ورسم تخطيطي لبورتريه إميل حبيبي للفنان أوري ليفشيتس، ولوحة للفنان الفلسطيني وليد أيوب. وتحدث في الحفلة الكاتب أنطوان شلحت والبروفيسور محمود غنايم، رئيس مجمع اللغة العربية، والبروفيسور نيسيم كلدرون وعضو بلدية حيفا، المهندس هشام عبده، والصحافي رجا زعاترة، سكرتير الحزب الشيوعي والجبهة في حيفا. ميدان اللغة وقرأت الشاعرة سهام داوود رسالة مترجم أعمال حبيبي – الروائي أنطون شماس، المحاضر في جامعة آن آربور في الولاياتالمتحدة، وجاء فيها: «إذا ميدان، مفترق وملتقى طرق، هذا أكثر ما يلائمك. دوائر متقاطعة، شوارع متداخلة، تحاذي الدوار وتتابع طريقها، فضاء يدخل فضاءً آخر، مكان يقع على مكان آخر، ولغة تقع على لغة أخرى، كما في أعمالك، وهي الميدان الحقيقي، وهي المفترق والملتقى، وهي خبز يومنا، خبز محبّيك الجياع». ثم انتقل الحضور إلى الميدان الواقع على تقاطع شارعي الجبل وألنبي، حيث أسدل الستار رسمياً، وتحدث رئيس البلدية يونا ياهف وتلته جهينة حبيبي قندلفت – ابنة الراحل. وبعد انتهاء المراسم الرسمية، بدأت الأمسية التي نظّمها الحزب الشيوعي والجبهة في حيفا و«دار عربسك للنشر» بمحاذاة الميدان. افتتح الأمسية الفنان محمد بكري، بمقطع من مسرحية «المتشائل». وكان أول المتحدثين الكاتب محمود شقير، الذي تحدث عن إميل حبيبي كأديب ومناضل خدم شعبه ونجح في اختراق الشارع اليهودي. وقدّم الكاتب يهوشوع سوبول مداخلة عن إميل حبيبي السياسي، وبُعد النظر الذي كان لدى «عصبة التحرّر الوطني»، ثم قدّم الفنان علاء عزام فقرة موسيقية. وكانت الكلمة الختامية للكاتب محمد نفاع، الأمين العام للحزب الشيوعي، الذي وصف حبيبي ب «العملاق السياسي والثقافي».