أحيا الاتحاد الأوروبي أمس، مفاوضات مجمدة منذ ثلاث سنوات لعضوية تركيا، لكن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سخر من ذلك، وحضّ الاتحاد على ممارسة «نقد ذاتي»، من خلال إعداد تقارير عن مشكلاته. في غضون ذلك، لوّح قائد الجناح السياسي في «حزب العمال الكردستاني» جميل بايك ب «حرب أهلية» في تركيا، إن لم تسرّع أنقرة تسوية النزاع الكردي. وقرر وزراء خارجية الدول ال28 في الاتحاد فتح فصل جديد من مفاوضات عضوية تركيا، يحمل الرقم 22، ويركّز على السياسة الإقليمية، من خلال درس كيفية إنفاق مساعدات الاتحاد المخصصة للمناطق الفقيرة. وتنوي المفوضية الأوروبية تشجيع تركيا على متابعة إصلاحاتها الديموقراطية، إذ طلبت من أعضاء الاتحاد التمهيد لفصلين آخرين مرتبطين بالحقوق الأساسية والحرية والقضاء والأمن. وبين 35 فصلاً على الدول المرشحة للانضمام إلى الاتحاد التفاوض في شأنها، فُتِح 13 فصلاً مع تركيا، أُغلق واحد منها إلى الآن. وقرار فتح الفصل 22 من مفاوضات العضوية، في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، كان اتُخِذ في حزيران (يونيو) الماضي، لكنه جُمِّد بسبب احتجاج ألمانيا على قمع حكومة أردوغان الاحتجاجات التي أطلقها اعتصام حديقة «غازي» في ساحة تقسيم في إسطنبول، وأدت إلى 6 قتلى وآلاف الجرحى. ورأى المفوض الأوروبي للتوسيع ستيفان فولي في قرار فتح فصل جديد، «خطوة مهمة» للتقارب بين الاتحاد وأنقرة، مضيفاً: «تؤكد التطورات الأخيرة في تركيا أهمية انخراط الاتحاد، وأنه يبقى مرجعية للإصلاحات في تركيا. ولهذه الغاية يجب أن تأخذ مفاوضات الانضمام زخماً». وكانت المفوضية الأوروبية نددت في تقرير أصدرته الأسبوع الماضي، باستخدام الشرطة التركية «قوة مفرطة» في قمع احتجاجات «تقسيم». لكن التقرير أشاد ب «خطوات مهمة» اتخذتها أنقرة لتعزيز الديموقراطية، بينها إصلاحات قضائية ورزمة قوانين لإنقاذ عملية السلام مع «الكردستاني». ورحّب الوزير التركي للشؤون الأوروبية إيغمان باغيش بقرار الاتحاد، معرباً عن أمله بأن يشكّل بداية جديدة للعلاقات بين الجانبين. لكن أردوغان سخر من الاتحاد، إذ سأل: «هل أصبح شغله الشاغل فقط إعداد تقارير عن تقدّم تركيا»؟ وزاد: «الاتحاد سخيّ جداً في انتقاد الدول المرشحة لعضويته، وننتظر منه نقداً ذاتياً وإعداد تقرير عن تقدّمه». في غضون ذلك، وصف بايك رزمة الإصلاحات التي أعلنها أردوغان بأنها «فارغة»، معتبراً أن «لا علاقة لها بالديموقراطية» ولا تمنح الأكراد حقوقهم. ورأى أن «العقلية لم تتغيّر» في أنقرة، مضيفاً: «أسكتنا صوت المدافع حتى نتكلم في السياسة، لكننا نرى أن السياسة في سجن». وزاد في إشارة إلى الأتراك: «العملية انتهت. إما أن يقبلوا بمفاوضات عميقة ذات معنى مع الحركة الكردية، وإما ستندلع حرب أهلية». ولوّح ب «إعادة المجموعات المنسحبة» إلى شمال العراق من تركيا، «إذا لم تقبل الحكومة شروطنا». واتهم بايك تركيا ب «مساعدة عصابات وشنّ حرب على شعب كردستان» في سورية، مضيفاً: «يحق للشعب الكردي نقل القتال إلى تركيا».