مع تصعيد الأوضاع في غزة في أعقاب إطلاق النار على قوة عسكرية ورمي زجاجة حارقة على مستوطن إسرائيلي، تعالت الأصوات المحذرة من استمرار سياسية "ضبط النفس"، كما أسماها الإسرائيليون تجاه غزة، واستغلال حركة "حماس" وتنظيمات فلسطينية الوضع، لتصعيد عملياتها عبر استخدام الأنفاق. وبدأ 30 خبيراً إسرائيلياً غالبيتهم من الضباط، البحث في كيفية مواجهة خطر الأنفاق ومنع اختطاف جنود. وعُلم أن "الجيش والمخابرات بأذرعها المختلفة، يدرسان كيفية الكشف عن هذه الأنفاق في أقرب وقت، وعدم الانتظار حتى يتم اكتشافها خلال الحرب المقبلة". وتعالت الأصوات الإسرائيلية الداعية إلى "ضربة عسكرية تساهم في شل القدرات العسكرية لحماس"، بعد أن أعلن مسؤولون في الحركة، أنهم "يقفون خلف حفر النفق الذي تم الكشف عنه مؤخراً، والذي يمتد حتى إسرائيل". وبحسب التقارير الإسرائيلية فإن "حماس حسنت قدراتها في بناء الأنفاق، باستخدام وسائل تقنية حديثة، وأقامت شبكة أنفاق في قطاع غزة، تحولت إلى مدينة ضخمة تحت الأرض يخطط القادة العسكريون في حماس لاستخدامها في عمليات قتال وتفجير، في حال قيام الجيش بعملية اجتياح لقطاع غزة". ونقل عن ضابط كبير في الجيش، أنه "تم بناء النفق، الذي تحملت حركة حماس مسؤولية حفره، باستخدام وسائل تقنية حديثة، وحرص منفذوه على تزويده بكل ما يلزم للصمود داخل النفق أياماً طويلة، من ناحية تخزين المواد الغذائية وتوفير التهوئة والأوكسيجين وضمان الإنارة والماء وحتى إدارة معركة مسلحة داخل النفق". وذكر خبراء عسكريون أن "هناك قناعة شديدة لدى المخابرات وغيرها من أجهزة الأمن، أن حماس أقامت شبكة أنفاق في قطاع غزة، تحولت إلى مدينة ضخمة تحت الأرض يخطط القادة العسكريون في حماس لاستخدامها في عمليات قتال وتفجير، في حال قيام الجيش الإسرائيلي بعملية اجتياح لقطاع غزة". وأضاف أحد الخبراء إن "القيادة الإسرائيلية على قناعة أن الأنفاق تمتد إلى الحدود الإسرائيلية في مواقع عدة". وطلب الجيش من كبار الخبراء في المعاهد التكنولوجية الأكاديمية، تعاونهم على إيجاد صيغة تشبه منظومة "القبة الحديدية"، المضادة للصواريخ قادرة على اكتشاف الصواريخ وتدميرها، قبل أن يتمكن الفلسطينيون من استخدامها. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن "الحرب المقبلة مع حماس ستكشف أساليب جديدة من الوسائل القتالية، تم تطويرها خلال فترة حكم الإخوان المسلمين في مصر، وتم استخدامها مؤخراً ضد الجيش المصري، ويتوقع أن تستخدمها الحركة ضد إسرائيل". يشار إلى أن التقارير الإسرائيلية ذكرت أن "مصر لم تدمر جميع الأنفاق بين قطاع غزة وسيناء، بشكل متعمد، فقد أبقت على 15% من الأنفاق، لتبقى متنفساً للقطاع، لكنها تحرص على مراقبتها عن كثب، وهو أمر يشكل مصدر قلق لإسرائيل من أن تبقى هذه الأنفاق معبراً للوسائل القتالية الحديثة والمواد المتفجرة".