بين استرساله في المقاطع المرئية الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومقتل شقيقه الأكبر في سورية، انظم سليمان سعود السبيعي المعروف ب«السمبتيك» إلى تنظيم «دولة العراق والشام» في سورية التي تدعي أنها تحارب نظام بشار الأسد في سورية، وذلك بعد أن فاجأ أسرته باتصال هاتفي من الحدود التركية - السورية، فيما حاول سعود السبيعي والد سليمان إقناع ابنه بالعدول عن فكرته والرجوع إلى السعودية، إلا أن ابنه كان يلتزم الصمت في جوابه. واشتهر الهارب السبيعي المعروف ب«السمبتيك» - كلمة تركية تعني الشخص المبتسم - من خلال مقاطع مرئية ساخرة كان ينشرها على موقع التواصل الاجتماعي (كيك) ويهاجم الطائفة الشيعية، ويصنف تلك المقاطع بأنها «شطحات» من دماغه، يقوم على تأليفها أينما كان، ويبثها لجمهوره، إذ لم يكن السبيعي الذي يسكن مع أسرته في محافظة الجبيل الصناعية متشدداً دينياً، وكان يقضي جلّ وقته بين أسرته وزملائه، كونه عاطلاً من العمل. وأوضح فهد السبيعي في اتصال هاتفي مع «الحياة» أنه لا توجد أي وسيلة اتصال بين شقيقه سليمان وأسرته إلا من خلال موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، ونعلم من خلال متابعتنا لحسابه آخر أخباره، مثل ما كنا نعلم عن مقتل عبدالعزيز الشقيق الأكبر للأسرة في سورية من خلال زملائه الموجودين في «تويتر» من داخل الأراضي السورية. وقال فهد السبيعي إن أسرته دخلت في معاناة مدة شهرين منذ هرب سليمان وانضمامه إلى صفوف المقاتلين في سورية، خصوصاً وأن جرح أسرته لم يبرأ بعد، منذ ورود نبأ مقتل شقيقهم الأكبر عبدالعزيز، مشيراً إلى أن أسرته كانوا ينتظرون سليمان على مائدة الإفطار في رمضان، لكنه فاجأ والدته باتصال من هاتفه المحمول السعودي، يخبرها أنه على الحدود التركية – السورية، حينها قلبت الموازين وهرع أفراد أسرته إلا محاولات عدة لإقناعه بالعدول عن رأيه. وأضاف فهد: «حاول الأب سعود السبيعي ثني ابنه سليمان عن فكرته من خلال معاتبته حرفياً على الرسائل الخاصة في موقع «تويتر»، إلا أن سليمان التزم الصمت ولم يجب أو يبرر ذهابه إلى سورية، وتضمنت أسئلة متكررة لسعود وعتاباً، مثل نحن لم نأذن لك! كيف تخرج من دون علمنا؟ على الأقل علمنا». وأشار فهد السبيعي إلى أن سليمان اتصل بوالدته بعد دخوله سورية مرة واحد خلال أيام عيد الفطر من هاتف محمول «تركي»، هنأها بالعيد وأنهى المكالمة، ولم تعرف والدته إن كان مقتل ابنها عبدالعزيز هو سبب خروج سليمان، إذ هرب إلى سورية بعد وصول نبأ مقتل عبدالعزيز بستة أيام. وأوضح عدد من زملاء سليمان السبيعي في اتصال هاتفي مع «الحياة» أن صاحب شخصية «السمبتيك» وهو في العقد الثاني من عمره، عاطل من العمل ولا يعرف عن سورية سوى أنه هناك قتالاً بين المعارضة ونظام الأسد من خلال المقاطع الذي تبثها نشرات الأخبار اليومية، ولا يملك العلم الشرعي، بل كان يقضي أكثر وقته بين زملائه لتسجيل المقاطع المرئية الساخرة في موقع (كيك). وقال زملاؤه إن المقاطع الساخرة حققت لسليمان غير المتزوج جماهيريه عالية، ما دفع إحدى القنوات التي تبث عبر موقع «يوتيوب» إلى فتح ملف التفاوض معه حول فكرة برنامج، وتسجيل حلقة استباقية لكشف النقاط الإيجابية والسلبية تمهيداً لموعد البث وتسجيل البرنامج ضمن الدورة البرامجية في المؤسسة، وتم التوصل إلى المراحل النهائية، إلا أن تنظيم «دولة العراق والشام» كان الأقرب. ويرى زملاؤه أن الشخص المعروف ب«السمبتيك» الذي ظهرت صورته وهو يحمل سلاحاً رشاشاً ومحزم رصاص حول كتفه، اُستخدم كأداة لوجستية للتأثير في آخرين من داخل المملكة، من خلال شعبيته التي حققها في موقعي «كيك» و«تويتر»، وارتفاع عدد المتابعين له، ما يؤثر ذلك عاطفيا في آخرين، خصوصاً وأن سليمان السبيعي ينقل أحوال المقاتلين في «دولة العراق والشام» والتطورات التي تجرى هناك، ويبث بعض الرسائل التي يستفيد منها التنظيم في الحرب. وأضافوا: «في الفترة الأخيرة لم يكتفي السبيعي بنقل ما يجري في سورية، بل أصبح ينقل معلومات لم يتأكد هو شخصياً منها عما يجري للموقوفين في السعودية، وأصبح يروج لها، ومن بينها مطالبته بإطلاق سراح سيدة القاعدة التي حكم عليه بالسجن 15 عاماً، واكتسب الحكم صفة القطعية». وأشار زملاؤه الذين يقطن بعضهم في محافظة الجبيل الصناعية إلى أن هناك أشخاصاً لحقوا بسليمان للانضمام في صفوف «تنظيم دولة العراق والشام»، ومن بينهم أحد أقاربه، فيما أعلن في تغريدة له على حسابه أنه استقبل أصغر مقاتل سعودي يدعى معاذ الهاملي الذي زفّته والدته ريما الجريش عبر صفحتها في موقع «تويتر»، معلنة وصوله إلى أرض القتال، وكان يتواصل معه قبل أسبوعين من هربه إلى سورية. وأضافوا «أن سليمان لا يمتلك القرار بنفسه، بل هو دائماً مع من يغلب، خصوصاً وأن انضمامه إلى جماعات تدعي أنها تحارب النظام السوري كان بدافع التغرير به، وأن والدته استنفدت جميع المحاولات في إقناعه بالعدول عن فكرته، واختارت بثّ تغريدات من حسابها بالدعاء له ولشقيقه المقتول عبدالعزيز».