قالت الفنانة التشكيلية فاطمة النمر إن معرض «الخطيئة والغفران» الذي أقامته أخيرا في صالة عبدالله القصبي بالمركز السعودي للفنون بجدة، لا يمثلها وحدها أو يمثل المرأة السعودية والعربية فقط، «بل هو للمرأة في شكل عام عبر كل العصور»، مشددة على موقفها وفحواه «أن النساء مررن بمراحل من المعاناة من عهد آدم وحواء مروراً بالعصور الوسطى وحتى هذه اللحظة». وقالت ل«الحياة» إن اختيار اسم المعرض الذي ستكون له جولة عربية وأوروبية وكانت جدة محطته الأولى، جاء ليبيّن تناقض مجتمعها، «كون الخطيئة تتعاظم حين تأتي من امرأة في هذا المجتمع، وتختلف حدتها وتخف سطوتها حين تقع على الرجل»، مضيفةً: «كلنا نعود إلى آدم، بشريتنا واحدة ولنا حق المساواة». ونفت النمر أن يكون اشتغالها على تقنية الكولاج بكثرة نظراً لسهولته، «مررت بتجارب عدة وبدأت أتعمق في الكولاج أكثر لأني وجدت فيه ذاتي»، منوهة أنها تحب أن يكون لها تقنيتها الخاصة، «عملت على الكولاج في أعمالي مع الألوان، كل مراحل الأعمال من التصميم وتصوير العمل حتى إخراجها بالألوان هي مجهودي الشخصي». وقالت: «اهتمامي بهذه التقنية نابع من محبتي لهذه الوسيلة، التي تساعدني في إيصال رسالتي». وترى النمر أن حضور معرضها من الفنانين ومتلقي الفن كان محفزاً، «أسعدني التشجيع الذي لقيته من الفنانين الكبار». وكان الفنان التشكيلي عبدالله إدريس أثنى على المعرض، ذاكراً أنه جمع الانطباعات حوله ولم يلق إلا الإشادة بمجهود الفنانة الشابة. فيما علّق الفنان مشعل العمري قائلاً: «عملت الفنانة على قضية الخطيئة والغفران، وحين تعمل على قضية ما يجب أن تحرص على ألا تكون على حساب التقنية في العمل»، منبهاً أن الفنانة لم تخطئ، ولكن وبحسب رأيه فإن العمل «تعبير بحد ذاته، مثله مثل الرواية والشعر، فمن الممكن أن تكتب الشعر بلا قضية، العمل فني قيمة ثقافية بذاته»، مشيراً إلى أنها غلّبت القضية على حساب التقنية. لكنه أبدا إعجابه بالمعرض في شكل عام، «المعرض جميل ومتكامل، لاسيما مع فتاة شابة في بعمر ال22 عاماً، ومع إنتاج بهذا المستوى والجمال، هذا يعطي انطباعاً بأننا أمام فنانة واعدة ومبدعة».