ما أكثر تلك المعارض التشكيلية التي مرت - مرور العابرين - في ذاكرتي كأسراب طيور متشابهة مهاجرة حول دائرة الأرض، تحسب خطوط الطول بالعرض بحساب مألوف، كل عام تمر بنا قد توقفنا وقد تتوقف لنتأملها ونتفحص ما بجعبتها من أفكار بعد الإسفار كلها أشباه لكلها (إلا معرض ضريح الألوان) .. ..هذا المعرض الذي حلق بي بين متناقضات الكون والوجود تذهلني فلسفة الفن حين تتحسس الأشياء بعالم الخيال حين تكون للوحة رؤيا.. حين تكون للوحة فكرة.. حين تكون للوحة قضية.. أعرف سلفا أن التقليدية أصبحت دمية غبية بين ثنائيات ومتناقضات ضريح الألوان.. يعيدنا إلى جدلية التلاشي في أعماق الانفجار الكبير حين كنا كقيمة الصفر بمفهوم تلك الخوارزميات التي اختلف عليها في البدايات رجال العلم مع رجال الدين واتفقوا على أن يختلفوا حتى النهايات كاختلاف المتناقضات بين الولادة والموت بين الأرض والسماء بين النار والماء ومن هناك بدأت الحكاية يقول ضريح الألوان: في كل لوحة مشهد من تلك الحكاية في لوحة البداية يحكى أن آدم مضطجع بالدهشة بين عوالم لا يمكن وصفها قيل أيضا إنها تخلو من المتناقضات، فالسعادة أرضها والفرح هواؤها والخمر ماؤها، وفي اللوحة قبل الأخيرة مشهد آخر لحواء فقد كانت البداية التي يحياها آدم بكل ما هو قادم من الحب والعشق والجنس رغم كل المعطيات التي تلم به إلا أن آدم كان يجد في أعماق حواء الملاذ الأجمل والأسعد والألذ بين كل الملذات التي كانت تكتنفه. وفي المشهد الأخير للوحة الخطيئة تمكن إبليس من حواء وتمكنت هي من آدم حتى استدرجته بغرامها للخطيئة فوقع بالمحظورات والمحرمات بقطفهم ثمار شجرة حرمت عليهم مقابل كل الجنة بين يديهم. فهطلا إلى الأرض، أرض السقوط والمتاهة والمتناقضات، ومنذ ذلك الوقت يحيا آدم بين حالتين؛ الملامة لحواء لإيقاعه بالخطيئة وعشقه لها حتى الثمالة فهيأ البقية الباقية من تلك الجنة التي يتوق لها آدم. تأمل إبليس بعد دهور من الزمن حال آدم وحواء ونسلهم من البشر وقال في ذاته «خيل لي بالأمس أني إبليس أدور في متاهات الناس بغير انتظام واليوم أعرف كل المعرفة أني أنا الإنسان وأكثر الناس أشكال من إبليس». [email protected] twitter@jalalAltaleb