جددت الحكومة اليمنية امس اتهام المتمردين من انصار عبدالملك الحوثي بخرق كل مبادراتها لوقف اطلاق النار ومنع وصول المساعدات الانسانية الى آلاف النازحين الفارين من المعارك، فيما توعدت وزارة الدفاع «الحوثيين» بحسم عسكري، ووصف المستشار السياسي للرئيس اليمني عبدالكريم الارياني المتمردين من انصار عبدالملك الحوثي بأنهم «قرون الشيطان» و «عصابة متمردة على النظام والشرعية الدستورية». وشهدت جبهات المواجهة في منطقتي صعدة وحرف سفيان أمس معارك ضارية حققت فيها القوات الحكومية تقدما مهما وكبدت «الحوثيين» خسائر كبيرة في الارواح والعتاد، في حين قال المتمردون انهم اسروا العشرات من الجنود وحققوا انتصارات نوعية. وأكد مصدر في اللجنة الأمنية العليا أن «القوات المسلحة تصدت لهجمات العناصر الإرهابية في مناطق الملاحيظ وباقم وصعيد صعدة والجبل الأحمر وفي محور حرف سفيان، وتمكنت من دحرها وتكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وتدمير عدد من المواقع التي تحصنت فيها، إضافة إلى تدمير آليات وأسلحة كانت بحوزتها». واضاف انه «ألقي القبض على العشرات من الإرهابيين بعد إجبارهم على الاستسلام ويجري التحقيق معهم». وأشار الى ان «وحدات عسكرية وأمنية تواصل تقدمها بنجاح في اتجاه خط حرف سفيان - صعدة بهدف تأمين الطريق وإزالة الألغام والمتفجرات التي زرعتها العناصر التخريبية لإعاقة حركة السير ومنع وصول الإمدادات للمواطنين والمساعدات للنازحين». الى ذلك وصف الإرياني الحوثيين ب «عصابة التمرد والتخريب والإرهاب» وقال انهم «لا يحملون هدفاً وليس عندهم استعداد للعمل في إطار مشروع سياسي وحزبي وفقاً للدستور والقوانين». وقال في أمسية رمضانية عقدت أول من أمس في العاصمة صنعاء أن «مكابرة قرون الشيطان التي أطلت من جبال مران في محافظة صعدة لن تستمر ولن تصمد أمام الشرعية الدستورية للدولة، وأمام خيار مواجهتها عسكرياً بعد نفاد كل السبل السلمية التي بذلت لإنهاء الفتنة». وأضاف: «إن الذين يتحدون الدولة هم الذين لا يتعلمون أو يستفيدون من دروس التاريخ، وان أي مواجهة للدولة مهما استمرت وكابرت، فإن مصيرها الاستسلام والهزيمة». وتابع الارياني: «كابر هؤلاء في مواجهة الدولة، ولم يستفيدوا من مبادراتها في الحوار واقتراح الحلول. وها هم قرون الشيطان في جبال صعدة يكابرون في مواجهة الدولة، ولم تنفع معهم كل البدائل والحلول السلمية التي وضعت أمامهم، لكننا على ثقة بأنهم سيجدون أنفسهم أخيراً في موقف الاستسلام». واستغرب الإرياني أن «يكون خيار حمل السلاح ومواجهة الدولة هو الأجدى في نظر هؤلاء من الانخراط في تشكيلات العمل السياسي والحزبي، وتحت مظلة النظام والقانون ومناخات التعددية السياسية وحرية الصحافة والرأي والرأي الآخر، وحرية التعبير والحريات العامة». وقال: «إن أي عمل سياسي قابل للأخذ والرد، أما حمل السلاح ومواجهة الدولة ومحاولة إثارة الفتن والعودة بالتاريخ إلى الوراء، فهذا لا يقبل الأخذ والرد، ومن حق الدولة، انطلاقاً من واجباتها ومسؤولياتها الدستورية، مواجهة ذلك».