قلد الرئيس الاميركي باراك اوباما امس وسام الشرف لأحد المحاربين السابقين في افغانستان بعد سنوات من الجدال حول ظروف المعركة التي استحق نيل الوسام بسببها. وكان قد اعلن في كانون الاول/ ديسمبر 2009 عن منح الكابتن وليام سوينسون (34 عاما) وسام الشرف وهو ارفع وسام في الجيش الاميركي، على شجاعته خلال كمين في شرق افغانستان في الثامن من ايلول/ سبتمبر 2009. وقال الرئيس اوباما خلال تقليده الوسام في البيت الابيض "رأيناه من دون خوذة واقفا يعرّض نفسه لنيران العدو ليحمي جنديا اصيب بجروح بالغة" في اشارة الى المشهد الذي صورته مروحية قتالية اميركية. واضاف ان سوينسون "ساعد في حمل الجندي الجريح حتى المروحية التي نقله اليها ووسط الضجيج الذي كانت تحدثه المروحية انحنى وطبع قبلة على رأس الجريح، انه بكل بساطة عمل رحمة ووفاء لرفيق في السلاح". ولم تكن هناك متابعة من قبل المسؤولين العسكريين لحصول وليام سوينسون على الوسام معتبرين ان ملفه قد "ضاع". ورفع اسمه مجددا في تموز/ يوليو 2011 الجنرال جون ألان عندما كان قائدا لقوات الحلف الاطلسي في افغانستان. وخلال الاشتباك الذي استغرق ست ساعات في ولاية كونار نصب ما بين 50 و60 مسلحا كمينا لجنود افغان ومدربين اميركيين لدى وصولهم فجرا الى اجتماعات مقررة مع وجهاء محليين في قرية غانجغال. وواجه الاميركيون والافغان وابلا من القذائف الصاروخية وقنابل الهاون ونيران المدافع الرشاشة من المسلحين الذي كانوا يكمنون لهم في تلال وادي غانجغال الوعر. وقتل في الكمين خمسة اميركيين وتسعة جنود افغان اضافة الى مترجم افغاني. واصيب 24 افغانيا وأربعة اميركيين من بينهم سوينسون. وشهد جوناثان لانداي، الصحافي في جريدة ماكلاتشي الذي كان يرافق الجنود، ان سوينسون استدعى دعما جويا ومدفعيا بواسطة اللاسلكي بعدما حاصر المسلحون خلف جدار صخري الجنود. ورفض المسؤولون الطلب بموجب اوامر جديدة تقضي بتجنب وقوع ضحايا مدنيين، ولم تصل المروحيات الهجومية الا بعد اكثر من ساعة. ويعتقد مؤيدو سوينسون ان القادة العسكريين حاولوا منعه من نيل الوسام لانه اشتكى الى المحققين العسكريين بأن طلبات الجنود المتكررة للحصول على دعم جوي ومدفعي لم تجد استجابة. وفتح البنتاغون تحقيقا لمعرفة سبب تأخير منحه الوسام. واوضح متحدث باسم الجيش امس ان وليام سوينسون اتصل مؤخرا بالجيش كي يعود الى صفوفه.