بدا على وجه الحاج أمين حسن القادم من بورما «ميانمار» ملامح الحزن والألم، فالعنف والإبادة العرقية اللذين يتعرض لهما مسلمو «الروهينجيا» وبالتحديد مقتل والده على أيدي جماعات بوذية متطرفة في بورما قبل ستة أشهر، ألقت بظلالها على كاهله في مشعر منى عند تأديته مناسك الحج. ولم تمنع تلك الأحداث الدامية الحاج أمين من تلبية النداء الرباني وأداء الفريضة، في ظل نقص المساعدات الإنسانية من المنظمات الدولية، ويروي أمين ل «الحياة» قصة وصوله إلى المشاعر المقدسة التي استغرقت شهراً، منذ أن سمحت حكومة «ميانمار» له بالسفر إلى بنغلاديش وبداية رحلة الحج، وحتى وصوله إلى السعودية. يقول الحاج أمين ذو 46 عاماً إن كثيراً من المسلمين في «ميانمار» لم تسمح لهم الحكومة من القدوم إلى مكة وأداء شعيرة الحج، كما أن كلفة رحلة الحج تُعد باهظة الثمن إذ تبلغ ستة آلاف دولار للشخص الواحد، مبيناً أن غالبية المسلمين من ذوي الدخل المحدود، مع قلة الفرص الوظيفية لهم. ويوضح أن صعوبة العيش في إقليم «آراكان» الذي يسكنه مسلمو الروهينجيا وظلم البوذيين هجّرت عائلته المكونة من ستة أبناء إلى السكن في إقليم «يانغو»، للنجاة من الأذى والقتل، مفيداً بأنه حصل على عمل في الدعوة الإسلامية بدار الأرقم، وذلك نتيجة لدراسته في الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة قبل 10 أعوام. ويضيف أمين: «اكتسبت من خلال دراستي في المدينةالمنورة حب الدعوة إلى الله و كوّنت علاقات وصداقات أفادتني بعد عودتي إلى ميانمار، فمعظم التجار وفاعلي الخير في السعودية يرسلون الصدقات والمساعدات الإنسانية للفقراء، إلا أن المشهد هناك يتطلب إلى تدخل دولي ومساعدات كثيرة لمن فقدوا منازلهم من قبل الجماعات البوذية». ويؤكد أن من حق الأقلية المسلمة في بلاده أن تعيش بسلام بعيداً عن العنف والتحيز العنصري لتنعم بالأمن والأمان، مضيفاً: «يجب على المجتمع الدولي أن يهب لنصرتنا، إذ دعوت الله في صعيد منى وعرفات أن يرحم الشهداء في ميانمار وأن يغفر لوالدي الذي كان يريد أن يحج هذا العام إلا أن أيدي الغدر حالت دون تحقيقه».