الحديث عن هذا الشهر الشريف «رمضان» هو حديث عن الفضيلة والشرف التربوي للإنسان، فلا ينحصر التعريف عن هذا الشهر بقلم أو بكتاب أو... حيث إن الله سبحانه فضلّه بنزول القرآن الكريم فيه، وخُصّصت ليلة من لياليه عظيمة القدر، هي خير من ألف شهر، ليلة تكون العبادة فيها تعدل ما يقارب 83 أو 84 سنة تقريباً، وجعلت تلك الليلة المباركة خيراً وسلاماً من كل سوء، ترى أي ليلة تلك. نعم هي «ليلة القدر» الشريفة التي أنزل فيها القرآن العظيم على نبينا الكريم «صلى الله عليه وآله وسلّم»، ولعظم شأن هذه الليلة المباركة أنزل الله سورة كاملة «سورة القدر» (إنا أنزلناه في ليلة القدر* وما أدراك ما ليلة القدر* ليلة القدر خير من ألف شهر* تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر* سلام هي حتى مطلع الفجر)، فهنيئاً لمن بلغ هذه الليلة المباركة الميمونة... فلنبدأ من أجل هذه الليلة ولا نفوتها قبل حلول الأجل، فلنخرج من هذا المقال بنتيجة تفيدنا جميعاً وهي: كيف نعد لتلك الليلة؟! وكيف نستعد لها؟! وكيف سنستقبل ربنا؟!... أسئلة تجعلنا في حالة بحث قبل تلك الليلة «فالاستعداد بالكيف للعبادة هو أرقى وخير من الكم العبادي». فما ليلة القدر إلا كسر لرتابة الليالي، وما شهر رمضان الكريم إلا كسر لرتابة السنة، وفي ليلة القدر يجدد الإنسان حياته ويقف أمام معانٍ جديدة تعيده إلى جادة الصواب، إذ يساعد الله فيها العباد، فيصفد لهم الشياطين ويبسط يده فيعطي ويجزل، وتلك الليلة نفحة إلهية وعطية ربانية للعبد يستطيع المرء أن يجدد حياته ويبعث فيها الأمل؛ لأنها سلام وبركة ووقتها محدد لطلوع الفجر، عسى أن يوفقنا الله لتلك الليلة على أفضل حال يحب أن يكون به عباده، جعلنا الله وإياكم من المستعدين لتك الليلة المستغفرين المنيبين التائبين له «عز وجل»، جعلنا الله وإياكم في تلك الليلة المباركة من المستغفرين التائبين له تبارك وتعالى في هذا الشهر العظيم، وختامه لعلنا ننال قطرة من رحمته وبركاته وذرة من مغفرته. اللهم إنك أنزلت في كتابك أن نعفُو عمَّن ظلمنا، وقد ظلمنا أنفسنا فاعفُ عنَّا، فإنك أولى بذلك مِنَّا وأمرتنا ألاّ نرد سائلاً عن أبوابنا فقد جئناك مستغفرين منيبين فلا تردنا إلا بقضاء حوائجنا، وأمرتنا بالإحسان إلى ما ملكت أيماننا فاعتق رقابنا من النار يا أرحم الراحمين... والحمد لله الذي فرض علينا صيام هذا الشهر، وأن يجعلنا من عتقائه من جهنم وطلقائه من النار، وأن يتوفّنا مع الأبرار، ويعيد علينا هذا الشهر العظيم في كل عام بالخير والبركات والعافية، آمين يا رب العالمين.