المقر الأول لجامعة الأميرة نورة، أقول الأول وليس القديم لأنه من المباني الحديثة، ويقع في موقع استراتيجي وسط شمال العاصمة على طريق الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بالقرب من تقاطعه مع الدائري الشرقي، مقر ضخم بملايين الأمتار المربعة، هذا المقر وضعت عليه لوحات وزارة الشؤون الاجتماعية، فتساءل الناس وانقسموا حول الأمر. القسم الأول يمثلهم رأي المواطن «أبو عبدالمحسن»، الذي يقول إن الوزارة تعتبر من الوزارات الصغيرة حجماً إذا تحدثنا عن مركزها الرئيس وعن عدد موظفيها، وأن هذه الأرض في هذا الموقع كانت ستصبح داعماً كبيراً للإسكان، أو على أقل تقدير صرحاً تعليمياً جديداً، كون مساحتها كبيرة جداً، وموقعها ملائماً، وهو يرى أن في ذلك كلفة عالية جداً، خصوصاً أن الوزارة سيكفيها مكان أصغر بكثير بعدد موظفيها الحالي. القسم الثاني يمثلهم رأي المواطن «أبو شجاع»، الذي يقول إن الوزارة في حاجة إلى لم شتات جهات كثيرة تابعة لها في موقع واحد، ثم هي في حاجة إلى مساحات لدور رعاية اجتماعية وبعض المؤسسات الإيوائية التابعة لها، وهي في حاجة إلى توسيع قاعدة موظفيها، خصوصاً في الأقسام النسائية، وهو يرى أنها تستحق إعطاءها هذا الموقع الكبير المهم. أقول أيضاً إنها يمكنها الاستثمار على الشوارع التجارية المهمة التي يقع عليها الموقع، على رغم أن هذه إحدى مشكلاتنا وجود الجهات الرسمية على الشوارع التجارية، وكأنها تبيع شيئاً على الناس.. ما علينا.الفصل بين القولين أعلاه سيتحدد مع الزمن، فحالياً لم تعلن الوزارة شيئاً، ولم أجد في موقعها الإلكتروني شيئاً يذكر، وهي إن اتخذت من الموقع مقراً للوزارة فقط، فهذا سيكون هدراً اقتصادياً ومالياً كبيراً جداً، أما إذا كانت بالفعل ستجمع شتات مقراتها ومباني جهات تابعة لها في موقع واحد يكفي لمجمع وزاري بالكامل، وستوفر الإيجارات على خزانة الدولة، بل وستستثمر موقعها جيداً، فالقرار صحيح، والرأي العام ينتظر إيضاحات كثيرة من الوزارة، تشمل أيضاً ما الذي سيتم في مبناها القديم، الذي أتمنى ألا يتم الاحتفاظ به، ليكون مستودعاً مثلاً أو مقراً لإحدى الجهات التابعة للوزارة. الجميل في الأمر هو مناقشة الناس للأولويات، وهذه الوزارة بمسؤوليتها الاجتماعية ودورها الإنساني ليست المقصودة بعينها، لكن المقصد هو إدارة الموارد بشفافية، والأراضي والمواقع العقارية من أهم الموارد التي تغيّر في حياة الإنسان السعودي، الذي جعلته أزمة الإسكان خبيراً في المساحات، دقيقاً في متابعة كل شأن يخص الأراضي وتوزيع المواقع، خصوصاً في عاصمته التي يحدث كل موقع جديد فرقاً في زحام السيارات من حولها. ستكون سنة حسنة وقربى لله واقتراب من الناس، لو أصدرت الوزارة بعد الحج بالتنسيق مع وزارة المالية كشف حساب حول الموقع، يوضح كل شيء للفريقين أعلاه، فلا ننسى أن هذه الوزارة معنية بالفئات المحتاجة، والزكاة تحول إليها، ومحاسبتها أكثر عاطفية من محاسبة أية جهة أخرى. [email protected]