يستضيف متحف الفن الإسلامي في الدوحة معرض «الحج - الفن في رحاب الرحلة»، حتى الخامس من كانون الثاني (يناير) 2014، وهو ثمرة تعاون بين المتحف البريطاني وهيئة متاحف قطر. ويرتكز على مفهوم ومعرض «الحج: رحلة إلى قلب الإسلام» الذي أقامه المتحف البريطاني في عام 2012، بإشراف فينيشيا بورتر الأمينة المساعدة لقسم الشرق الأوسط بالمتحف. لكن المعرض الذي لاقى نجاحاً باهراً في العاصمة الكوزموبوليتية لندن، وزاره خلال 4 شهور 140 ألفاً من كبار وصغار من مختلف الديانات، هل نقلت قطعه الفنية والأرشيفية نفسها إلى الدوحة؟ تقول القائمة على معرض «الحج» في لندن فينيشيا بورتر ل «الحياة»: «كانت هناك رغبة كبيرة في إقامة معرض للحج في عدد من الأماكن، وتمنى كثيرون أن يجول معرضنا بلداناً عدّة. ولكن غالبية القطع التي عرضناها في لندن، كانت معارة لنا من جهات مختلفة. لذا كان من المستحيل أن نعيرها بدورنا إلى متاحف أخرى». وتضيف: «توصلنا إلى صيغة عبر توفير المادة العلمية والبحثية للجهات الراغبة في إقامة معرض مماثل. ويجب أن نأخذ في الحسبان أننا نتعامل مع رحلة الحج التي يمكن تناولها من زوايا متعددة، ولهذا ففي كل واحد من المعارض التي تستضيفها الدوحة وباريس وليدن في هولندا، سيكون التوجه مختلفاً، وسيكون دورنا هو التعاون معهم فقط». وشرحت أن «القسم الأكبر من المعروضات التي قدمناها كانت مستعارة من 40 جهة، جاء الجزء الأكبر منها من «مجموعة الخليلي»، خاصة الكسوة والستائر وبعض الصور القديمة، إلى جانب المكتبة البريطانية، ومكتبة الملك عبد العزيز العامة في الرياض التي قدمت عدداً كبيراً من الكتب والمخطوطات، ولكن الأهم من ذلك هو أن المكتبة قد سهّلت استعارة كثير من القطع من المملكة العربية السعودية». وينفرد «الحج - الفن في رحاب الرحلة» الذي يعتبر المعرض الأول الذي يقام في دولة إسلامية هي الدوحة، بأن 90 في المئة من معروضاته مأخوذة من مجموعات فنية قطرية بحتة. وقد حرصت هيئة متاحف قطر على مشاركة أبناء البلد في هذه الرحلة الفنية، فأطلق متحف الفن الإسلامي دعوة للمجتمع المحلي للمشاركة بما يملك أفراده من تذكارات وقطع جُلبت من الحج. وقد صدر كتالوغ للمعرض على شكل ألبوم، يلقي الضوء على المجموعات القطرية وعلى أقسام المعرض الثلاثة وهي، الطرق التي كان الحجاج يسلكونها (مع قسم خاص بالتاريخ الشفوي وقطع من مجموعات الحجاج القطريين)، وشعائر الحج كما صورها الفن، وأخيراً خبرات الحجاج بعد انتهاء رحلة الحج بما في ذلك الهدايا والتذكارات التي كانوا يحملونها معهم من مكة. يتخذ المعرض الذي تتولى إدارته وتنظيمه مونيا شيخاب أبو داية (أمين المخطوطات) بالتعاون مع سيسيل بريك (أمين المسكوكات)، جانباً مغايراً في التعامل مع موضوع الحج، إذ يلقى الضوء عليه من خلال الفن. وهو يسبر أغوار هذه الرحلة عبر العصور ويعرض مجموعة غنية ومتنوعة من الفنون، تصل إلى 144 قطعة، منها قطعتان للمتحف البريطاني وتشتمل كلها على صور فوتوغرافية وأفلام فيديو، وكتب ومخطوطات وتحف تاريخية، ومنسوجات ومسكوكات وخرائط، فضلاً عن بعض الأعمال المعاصرة التي تعطي المشاهد فكرة عن عمق مجموعة مقتنيات المتحف وتنوعها. وقالت مديرة المعرض إن بعض التحف تعود إلى متحف الفن الإسلامي ومتحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني ومجموعة الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني والمتحف العربي للفن الحديث، وأخرى لعبدالله السليطي، وأنه للمرة الأولى يقام المعرض في الخارج.