غداة قمة مصرية - يونانية - قبرصية غير مسبوقة في القاهرة بدت موجهة إلى أنقرة بالأساس، استقبلت مصر أمس وفداً من حزب «العمال» التركي المعارض برئاسة رئيس العلاقات الدولية في الحزب يونس سونير في زيارة تستمر بضعة أيام يلتقي خلالها مسؤولين وقيادات حزبية. ووصفت دوائر رسمية الزيارة بأنها محاولة «لمنع تدهو علاقات الشعبين» المصري والتركي في ظل تصاعد الخصومة الرسمية. وقالت مصادر مطلعة على الزيارة إن الوفد التقى سياسيين ورؤساء أحزاب وتكتلات مصرية «للبحث في ما يمكن أن يقوم به حزب العمال المعارض لدعم العلاقات المصرية - التركية ومنع تدهورها بسبب مواقف الحزب التركي الحاكم وتصريحات ومواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد مصر». وأشارت إلى أن الحزب «أكد معارضة الأحزاب السياسية التركية للنهج الحكومي المعادي لمصر». وكان زعيم «العمال» التركي دوغو برينتشيك انتقد تصريحات أردوغان وسلوكه تجاه مصر، وقال إنها «تفتقد عنصر الأهمية يوماً بعد يوم». والتقى الوفد التركي المعارض في القاهرة أمس رئيس حزب «الوفد» السيد البدوي، وأبلغه بأنه يسعى إلى «إحداث تقارب يردم الفجوة في علاقات البلدين»، وأن «مواقف أردوغان من مصر لا تلقى إجماعاً»، وأن «حزب العمال وأحزاباً أخرى خارج الحكم ولها وزنها في الشارع تعارض توجهات أردوغان، وترى أن القاهرة لاعب رئيسي في صياغة المواقف الإقليمية والدولية، وأن زيادة التوتر بين البلدين يخدم الفوضى والتطرف والإرهاب في المنطقة والعالم». وقال البدوي إن رئيس الوفد «أشار إلى أن مصر والشعب التركي لديهما الآن عدو مشترك وهو الإرهاب، وأن هناك قوى تحاول أن تقسم مصر»، مؤكداً أن «كلمة سونار شملت تعزية الشعب المصري في الشهداء الذين سقطوا في سيناء». وكان البدوي قاد مسيرة في 12 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي أمام السفارة التركية للتنديد بتدخل أردوغان في الشؤون المصرية، ورفعت المسيرة أعلام مصر وأعلام حزبه ولافتات كتب عليها «اخرس يا أردوغان»، «وهنا ليس ميدان تركيا»، وصورة لأردوغان وعليها نجمة إسرائيل، ولافتة عليها: «لا يفلح أردوغان في الوقيعة بين الشعبين المصري والتركي». وكان الوفد التركي زار حزب «التجمع» المصري وأجرى محادثات مع نائب رئيس الحزب سمير فياض، صدر في أعقابها بيان يستنكر قيام الجيش الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى، ويؤكد أن «الهجوم على المسجد يشكل عنصراً من عناصر سياسة الاستيطان الصهيونية». وندد الجانبان بالهجمات الإرهابية في سيناء، وقتل الجنود الأتراك غير المسلحين من جانب عناصر منظمة حزب «العمال» الكردستاني، معتبراً أن «جميعها يخدم الأهداف الرامية إلى إحداث انقسام وقمع في منطقة الشرق الأوسط». وقالت ل «الحياة» مصادر رسمية إن زيارة الوفد المعارض القاهرة «هدفها الحفاظ على العلاقات المصرية - التركية في ضوء التوتر الحكومي وإبلاغ القاهرة بأن حزب العمال المعارض يرفض جملة وتفصيلاً مواقف حزب العدالة والتنمية الحاكم، خصوصاً مجمل سياسات أردوغان تجاه مصر منذ 30 من حزيران (يونيو) 2013». وأشارت إلى أن «الوفد حرص على إبلاغ من يلتقيهم من سياسيين وحزبيين ومسؤولين بأنه يوجه انتقادات مستمرة لأردوغان على مواقفه، وآخرها قرار وقف استيراد الأسمدة المصرية». وكان وفد من حزب «الشعب» التركي المعارض زار القاهرة في أيلول (سبتمبر) 2013، «بهدف الحفاظ على علاقات البلدين والشعبين في ضوء التوتر الحاد بين الحكومتين التركية والمصرية بسبب التأييد الجارف من جانب أردوغان للحكم السابق في مصر بقيادة جماعة الإخوان المسلمين».