يبدأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان زيارة لمصر مساء اليوم الاثنين يجري خلالها محادثات مع حكام مصر الجدد، ويلقي خطابا موجها لمصر والعالم العربي، وذلك في جو توتر بين البلدين وإسرائيل التي يقيمان معها علاقات دبلوماسية. ومن المقرر أن يجرى أردوغان مباحثات هامة مع المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم، وأخرى مع رئيس الوزراء المصري عصام شرف الذي سيستقبله. وسيحضر أردوغان افتتاح المجلس الأعلى للحوار الإستراتيجي بين مصر وتركيا في أولى جلساته على مستوى رئيسيْ وزراء البلدين. ومن المتوقع أن يلقي خطابا هاما موجها لمصر والعالم العربي من دار الأوبرا غدا الثلاثاء. ومن المقرر أن يستهل أردوغان برنامج زيارته لمصر يوم غد بوضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول، ثم يتوجه بعدها مباشرة إلى مقابر الشهداء الأتراك، قبل أن يلتقي بكل من إمام الأزهر الدكتور أحمد الطيب ومفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة، كما سيلتقي مع وزير الأوقاف محمد عبد الفضيل. وسيحضر أردوغان أيضا يوم غد الجلسة الافتتاحية لاجتماع لجنة المتابعة العربية بمقر الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية. ويواصل أردوغان برنامجه الأربعاء بالاجتماع مع البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، كما يفتتح في اليوم نفسه المبنى الجديد لمركز يونس إمري الثقافي التركي. وسيلقي أردوغان -الذي يرافقه وفد يضم نحو مائتين من رجال الأعمال الأتراك- كلمة أمام اجتماع مجلس الأعمال المصري التركي قبل أن يختتم زيارته لمصر. وسيتوجه أردوغان بعد زيارته إلى كل من ليبيا وتونس اللتين قامت فيهما ثورتان أسقطتا النظامين الحاكمين، كما هو الشأن في مصر أيضا. نقاط مشتركة ويشترك البلدان في أنهما من أكبر وأهم الدول الإسلامية في الشرق الأوسط، وفي أنهما يقيمان علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، أصابها بعض التوتر مؤخرا. فتركيا -التي تعاظم دورها في المنطقة في الفترة الأخيرة- تشهد علاقاتها مع إسرائيل تدهورا كبيرا منذ الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية نهاية مايو/أيار 2010، وهو الهجوم الذي ذهب ضحيته تسعة ناشطين أتراك. وقد وصل الأمر بتركيا إلى تخفيض التمثيل الدبلوماسي الإسرائيلي وتجميد العلاقات التجارية، وهي تهدد بمزيد من الإجراءات، بسبب رفض إسرائيل الاعتذار إليها عن فعلتها. ومصر بدورها عرفت علاقاتها مع إسرائيل توترا في الأسابيع القليلة الماضية بسبب مقتل ضباط وجنود مصريين في سيناء بنيران إسرائيلية. وهددت مصر بسحب سفيرها من إسرائيل، ولكن اقتحام متظاهرين مصريين لمقر السفارة الإسرائيلية بالقاهرة قبل يومين أدخل البلدين في أزمة حقيقية. وبسبب هذا التوتر يتوقع المراقبون أن تتابع إسرائيل زيارة أردوغان لمصر باهتمام كبير.