قادت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أمس، احتفالات لمناسبة الذكرى ال25 لسقوط جدار برلين، معتبرة الحدث مثالاً لتوق الإنسان الى الحرية، كما رأت أنه يجب أن يُلهم المضطهدين، إذ أظهرت للعالم أن «الأحلام يمكن أن تتحقق». ووُضعت احتفالات الذكرى هذه السنة تحت شعار «شجاعة الحرية»، وعكس للذكرى العشرين، لم يُدعَ أي رئيس دولة او حكومة حالي للمشاركة فيها. وبدأت الاحتفالات بقداس في كنيسة المصالحة التي شيدت في «شريط الموت» الذي كان يفصل جانبَي الجدار، ثم الاحتفال الرسمي للحكومة الألمانية. وغرست مركل والمشاركون الآخرون، زهوراً في الجدار تكريماً ل138 ألمانياً شرقياً قُتلوا لدى محاولتهم الهرب الى الشطر الغربي من برلين، منذ بناء الجدار في 13 آب (أغسطس) 1961 وحتى سقوطه في 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 1989. مركل التي نشأت في المانياالشرقية، اعتبرت ان ذكرى سقوط جدار برلين هو «يوم للحرية» وايضاً «يوم ذكرى للضحايا». وأضافت: «ذلك استمر طويلاً وكثيرون عاشوا في معاناة لكي يكون ممكناً فتح الجدار. ليس فقط في المانيا، بل ايضاً في بولندا وهنغاريا وتشيكوسلوفاكيا وفي بلدان اخرى كثيرة، وفي هذا اليوم علينا ان نفكر بهم». وتابعت: «يمكننا تغيير الأمور الى الأفضل، إنها رسالة سقوط الجدار. إنها موجهة الينا في المانيا، والى الآخرين في العالم، خصوصاً الآن الى الناس في أوكرانيا وسورية والعراق، والى جميع الديانات في العالم حيث الحريات وحقوق الانسان مهددة او تُداس بالأقدام». واعتبرت أن «سقوط الجدار اظهر ان الاحلام يمكن ان تصبح حقيقة، وأن لا شيء يجب أن يبقى كما هو، ولو كانت العراقيل ضخمة. وأظهر اننا قادرون على التحكّم بمصيرنا». وزادت: «إن جدراناً أخرى يمكن ان تسقط، جدران الديكتاتورية والعنف والأيديولوجيات والأحقاد». وذكّرت بأن النظام الشيوعي في المانياالشرقية كان «دولة اللاقانون، دولة كانت تراقب مواطنيها وتنتهك الحقوق الاساسية، مثل حرية الرأي والصحافة». ولفتت مركل الى أن 9 تشرين الثاني هو موعد مهم في تاريخ ألمانيا، إذ في ذاك اليوم عام 1938 أطلق النازيون مذبحة ضد اليهود في البلاد، في ما عُرِف باسم «ليلة الكريستال». وقالت: «كان موعداً لخزي وعار. وفي الذكرى ال25 لسقوط الجدار، أشعر لا فقط بفرحة 9 تشرين الثاني 1989، ولكن أيضاً بمسؤولية التاريخ الألماني». الى ذلك، ذكّر البابا فرنسيس بدور سلفه يوحنا بولس الثاني في إسقاط جدار برلين، قائلاً: «قبل 25 سنة سقط جدار برلين الذي قسّم لفترة طويلة المدينة الى قسمين، ورمز الى التقسيم الايديولوجي لاوروبا والعالم». وأضاف: «ذاك السقوط أتى فجأة، لكنه بات ممكناً بفضل التزام صعب وطويل لأفراد ناضلوا وصلّوا وعانوا، حتى ان بعضهم ضحى بحياته. وبينهم البابا القديس يوحنا بولس الثاني الذي أدى دوراً من المصاف الاول. نحتاج لجسور، لا لجدران». وصلّى «من اجل ان تنمو دوماً ثقافة الالتقاء التي من شأنها ان تُسقط كل الجدران التي ما زالت تقسّم العالم، ومن اجل ألا يُضطهد الابرياء وألا يُقتلوا أحياناً، بسبب معتقداتهم أو ديانتهم».