تشهد الأسواق التجارية نشاطاً كبيراً خلال الأيام الحالية، وتعجّ بالمتسوقين لشراء حاجات شهر رمضان المبارك، الذي يطرق الأبواب، ويرفع معدل الاستهلاك بنسبة 50 في المئة مقارنة بالشهور الأخرى. واتفقت آراء تجار مواد غذائية على أن الأسعار لم تشهد زيادة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مشيرين إلى أن أسعار بعضها سجل تراجعاً بلغ30 في المئة، في حين رأى مستهلكون أن التجار رفعوا أسعار العديد من السلع، وقاموا بعروض وهمية على سلع أخرى. وكان أكثر الرابحين هذا الموسم محال بيع المواد الغذائية المخفضة التي أوشكت فترة صلاحيتها على الانتهاء مع قرب شهر رمضان، وزادت مبيعاتها أكثر من 40 في المئة، مشيرين إلى أن الطلب كبير عليها استعداداً لشهر رمضان. ويقول تجار تحدثوا ل «الحياة» إن الطلب يرتفع على منتجات معينة في شهر رمضان، واستهلاك الأسر السعودية يزيد بنسبة 50 في المئة عن معدله طوال العام، وبدأ المنتج الوطني ينافس المنتجات المستوردة. واستبعدوا ارتفاع الأسعار بسبب وفرة المعروض والمخزون منها، مع العلم أن بعض المنتجات سيقل استهلاكها مثل الرز الذي يتراجع الطلب عليه بنسبة 20 في المئة. وإذا كان هناك تراجع في أسعار بعض المواد الغذائية وثبات في أخرى، فإن الوضع كان مختلفاً في أسواق المواشي في الرياض، إذ سجلت المبيعات نشاطاً ملحوظاً خلال الأيام الماضية، على رغم زيادة الأسعار بنسبة تراوحت ما بين 10 و 15 في المئة، بسبب زيادة الطلب قبل شهر رمضان. وفي الوقت الذي ارتفعت أسعار المواشي، اتجهت أسعار ومبيعات اللحوم المجمدة إلى التراجع، وسط توقعات بانخفاض أسعارها بسبب وفرة المعروض. وقدّر تجار نسبة التراجع في أسعار اللحوم المجمدة بما يتراوح بين 15 و40 في المئة، لأن العرض أكبر من الطلب، والمستودعات ملأى. وبالنسبة للرز، يتوقع تجار استمرار الانخفاض في الأسعار حتى الربع الأول من العام المقبل، إذ تُظهر تقديرات الأسواق محصولاً وفيراً من الرز في شبه القارة الهندية ودول شرق آسيا للفصل الثاني لمحصول العام، المتوقع حصاده في تشرين الثاني (نوفمبر)، وكانون الأول (ديسمبر) المقبلين، مؤكدين أن المؤشرات تدل على محصول وفير سيدفع بالأسعار إلى مزيد من الانخفاض أو الثبات في أسوأ الظروف. وتوقعوا استمرار انخفاض أسعار الرز خلال الأشهر الثلاثة المقبلة إلى ديسمبر، وأن الأسعار انخفضت فعلياً بنسبة بلغت نحو 15 في المئة لعدد كبير من الأنواع.