فيما سجلت أسعار الرز ارتفاعات بلغت نسبتها 20 في المئة خلال الأشهر الستة الأخيرة في الأسواق السعودية، أكد مستوردون توافر الرز بكميات كافية من السوق، وقدروا المخزون الحالي في السوق بنحو 350 ألف طن، تساوي 25 في المئة من إجمالي ما تستورده المملكة سنوياً والبالغ 1.4 مليون طن غالبيتها من الهند. وعزا رئيس مجلس إدارة شركة الشعلان للرز محمد الشعلان، سبب ارتفاع أسعار الرز في المملكة إلى زيادتها في البلد المصدر، إضافة إلى الطلب المتزايد على الرز، خصوصاً الرز الهندي (بسمتي) من مختلف الأسواق العالمية. وأكد في حديثه إلى «الحياة» أن السوق السعودية يتوافر فيها مخزون كافٍ لدى مختلف الشركات وبما يتجاوز 25 في المئة من إجمالي ما يتم استيرداه، (350 ألف طن)، وهو ما يجعلنا نطمئن الجميع بأن هناك كميات جيدة تلبي الطلب المتزايد على الرز داخلياً، لافتاً إلى أن 70 في المئة من الرز المتوافر في السوق هو رز هندي وهو النوع الذي يرتفع الطلب عليه. وقال: «بحسب المعلومات المتوافرة فإن هناك محصولاً جيداً في بلدان المصدر للعام الحالي، وسيتم حصد المحصول بداية من شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وعلى رغم ذلك لا نستطيع التنبؤ بما يحدث خلال المرحلة المقبلة من أمطار أو فيضانات قد تؤثر في حجم المحصول عموماً. وحول الاستثمار في زراعة الرز في الهند قال الشعلان: «الاستثمار في مزارع الرز في الهند مستحيل بسبب سيطرة الكثير من العوائل وأصحاب المزارع على زراعة الرز في الهند، والكثير من مصانع الرز في الهند تشتري إنتاج المزارعين الصغار»، لافتاً إلى أن دخول دول جديدة لشراء الرز بكميات كبيرة وقلة العرض في الدول المنتجة أسهم في ارتفاع الأسعار. واتفق الرئيس التنفيذي لشركة أسواق العثيم يوسف بن محمد القفاري، مع الشعلان في توافر الرز بالسوق، وقال في حديثه إلى «الحياة»: «يوجد في السوق السعودية مخزون استراتيجي مطمئن وكافٍ من جميع أنواع الرز»، مشيراً إلى أن تراجع إنتاج الرز العام الماضي، خصوصاً في الهند تسبب في ارتفاع أسعاره. وأضاف أنه بالنسبة إلى الموسم الجديد الذي يبدأ في شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، فإن التوقعات تشير إلى زيادة في الإنتاج مقارنة بالعام الماضي، وهو ما سيكون له انعكاس جيد على الأسعار ووفرة الأصناف المطلوبة. ولفت القفاري إلى أن أسعار الرز شهدت ارتفاعاً خلال الأشهر الماضية بسبب قلة المحصول وزيادة الطلب بحسب إفادة الموردين، ونتوقع أن يكون المحصول الجديد وفيراً ويسهم في انخفاض الأسعار. من جهته، قال صاحب سلسلة سوبر ماركت للمواد الغذائية محمد البشري إن السوق يتوافر فيها مخزون كافٍ من الرز، ولم نلحظ شحاً في أي نوع من الأنواع، وهو ما يعطي طمأنة بتوافر الرز بكميات كافية تلبي الطلب الداخلي في المملكة، على على رغم الطلب الكبير عليه من مختلف شرائح المجتمع. وأكد أن الأسعار شهدت خلال الأشهر الماضية ارتفاعات تجاوزت 20 في المئة، خصوصاً قبل شهر رمضان المبارك، ومن المتوقع أن تستمر في الارتفاعات، خصوصاً رز «بسمتي» بأنواعه المختلفة الذي ارتفع بأكثر من 13 ريالاً للكيس الذي يبلغ وزنه خمسة كيلوغرامات، إذ كان سعره في السابق 25.50 ريال، وارتفع إلى نحو 38.50 ريال، وكذلك الكيس وزن 10 كيلوغرامات الذي زاد سعره بنحو 18 ريالاً، ليصل إلى 70 ريالاً، كما زاد سعر الكيس البالغ وزنه 40 كيلوغراماً بنحو 20 ريالاً وبلغ لأكثر من 260 ريالاً. وأرجع البشري أسباب الارتفاعات إلى أن الزيادة من البلد المصدر، وقام المستوردون برفع السعر على التاجر الذي قام بزيادة السعر على المستهلك.