أشهرت قيادات في جماعة «الإخوان المسلمين» في الأردن ظهر أمس مبادرة «إصلاحية» أطلقت عليها اسم «زمزم»، في خطوة يمكن أن توصف بأنها أكبر انشقاق عملي في صفوف «الإخوان»، خصوصا ممن يشكلون التيار المعتدل (الحمائم) داخل التنظيم، ويمثلون في غالبيتهم التيار الشرق الأردني في الجماعة. وتدعو المبادرة الى الحوار والإصلاح، واحترام النظام الهاشمي، والاقتراب من السلطة المركزية، وعدم مقاطعة أي انتخابات تشريعية أو محلية تشهدها البلاد. وجرت حفلة الإشهار برعاية رسمية، إذ رعاها أحد أبرز رؤساء الحكومات في عهد الملك عبد الله الثاني، وهو عبد الرؤوف الروابدة الذي يمتلك إرثاً سيئاً وطويلاً مع «الإخوان». كما حضر الاحتفال كل من رئيس الوزراء السابق معروف البخيت، ووزير الداخلية السابق سمير الحباشنة، اضافة الى عشرات المنشقين السابقين عن «الإخوان»، ومنهم الوزير السابق عبد الرحيم العكور. وقال قيادي من الجماعة ل «الحياة» إن قيادة التنظيم «حذرة وتترقب الخطوة المقبلة لزمزم، لكنها لن تصدر أي قرارات رسمية بتجميد أو فصل أعضائها على اعتبار أن قرارهم يمثل بالأصل انشقاقاً عملياً عن الجماعة». لكن مهندس المبادرة ارحيل الغرايبة قال إن «زمزم لا تمثل حركة انشقاق، ولا تهدف إلى مناكفة أحد».