شهدت انتخابات المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، التي جرت هذا الأسبوع، أحداثاً دراماتيكية كان أبرزها خسارة المراقب العام همام سعيد للجولة الأولى أمام منافسه سالم الفلاحات، لكن فوز الفلاحات لم يكن كافياً من حيث النسبة التي لم تصل إلى 50% من الأصوات، ليتم اللجوء إلى الجولة الثانية التي فاز فيها سعيد بفارق صوتين فقط، وبحسب مصادر في الجماعة وقعت مشادات بعد إعلان نتائج الانتخابات، رغم أن الحركة نفت رسمياً ذلك. غير أن ما جذب انتباه أوساط مراقبين مقربين من الجماعة هو خسارة نائب المراقب العام السابق، عبدالحميد القضاة، ورئيس مجلس شورى الجماعة السابق، الدكتور رحيل الغرايبة، لانتخابات مجلس الشورى، وتقول مصادر «الشرق» إن انتخابات المراقب العام وانتخابات استكمال مجلس الشورى شكلت هزيمة كبيرة، ولو بفارق بسيط في الأصوات، لتيار يمكن وصفه بالإسلامي الوطني داخل الجماعة، وهو التيار الذي بدأ في مناقشة فكرة موافقة الإخوان على قرار فك الارتباط بين الأردن والضفة الغربية بعد فك الارتباط بين تنظيم الأردن وحركة حماس.وكانت الحركة شهدت تجاذباً واضحاً حول تلك المسألة، إضافة إلى مسألة فرض الشريعة كمصدر للتشريع، أو «أسلمة المجتمع» كما يصفها البعض، ويلاحظ مراقبون أن معظم رموز هذا التيار هم من «شرق الأردنيين»، في مقابل أردنيين من أصول فلسطينية في التيار المقابل.وتقول المصادر من داخل الحركة الإسلامية أن التيار المحسوب على حماس داخل الجماعة دعم ترشيح الفلاحات رسمياً، ولكنه على ما يبدو انقسم على نفسه، وهو ما يفسر فوز سعيد، ويزيد ذلك من تعقيد الصورة في التيار السياسي الأقوى في الأردن. وتؤكد قيادات إسلامية فضلت عدم الكشف عن الأسماء ل «الشرق» أن الخلافات أعمق مما هو ظاهر على السطح.وفي هذا السياق يتوقع مراقب وعضو سابق في الحركة الإسلامية أن تتجه الأمور خلال الشهور المقبلة إلى حدوث انشقاق داخل الجماعة في الأردن، خصوصاً إذا ما تمكن الإخواني المنشق عبدالمنعم أبو الفتوح من الفوز في انتخابات الرئاسة المصرية، وهو ما قد يشجع التيارات الجديدة الأقل تشدداً والأكثر ابتعاداً عن فكرة «أسلمة المجتمع» إلى تشكيل أحزاب جديدة، ويتوقع المراقب الذي فضل أيضاً عدم كشف اسمه أن يلهم نموذج أبو الفتوح العديد من الإسلاميين الأردنيين.