أعلنت الوكالة الأميركية لمعلومات الطاقة أن الولاياتالمتحدة ستحتل اعتباراً من هذه السنة المرتبة الأولى عالمياً في إنتاج النفط والغاز. وكانت وكالة الطاقة الدولية التي تمثل مصالح الطاقة في الدول الغنية، تتوقع حتى الآن أن تتبوأ الولاياتالمتحدة المرتبة الأولى عالمياً في مجال الإنتاج النفطي بحلول أربعة أعوام. وتشمل أرقام الوكالة الأميركية التي نشرت ليل أمس، ليس النفط الخام وحسب وإنما أيضاً الغاز المسال وغيره من المكثفات المشتقة من إنتاج المحروقات. وبرز أخيراً تحويل المصافي الجديدة الحديثة وكبرى الشركات التجارية أنظارها إلى الناقلات القادرة على قطع مسافات طويلة والمرافئ ذات سعة التخزين الكبيرة في مراكز رئيسة في وقت تغير فيه المصافي والتجار نهجاً قائماً منذ عشرات السنين في إطار كفاحها للفوز بأسواق جديدة. وتستفيد أحدث المصافي في آسيا والشرق الأوسط والولاياتالمتحدة من انخفاض كلفة المواد الأولية والطاقة والضرائب وقلة اللوائح. ويسمح لها ذلك بالتنافس مع المصافي المحلية في أوروبا وأميركا اللاتينية وأفريقيا على بيع منتجات مثل البنزين والديزل والفيول أويل ووقود الطائرات. وتتطلع شركات التكرير إلى زيادة المبيعات ومن ثم تستخدم ناقلات المسافات الطويلة التي تبلغ حمولتها 75 ألف طن بما يعادل ضعفي حمولة الناقلات التقليدية للمنتجات البترولية. ومن أبرز المصافي التي تصدّر منتجاتها مصفاة جامناجار التابعة لشركة «ريليانس انداستريز» الهندية والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية 660 ألف برميل يومياً ومصفاة الجبيل الجديدة في السعودية التي تبلغ طاقتها 400 ألف برميل يومياً وهي مشروع مشترك مع «توتال». وقال داريو سكافاردي، المدير العام لمجموعة «ساراس» الإيطالية المستقلة للتكرير، خلال «مؤتمر النفط والمال» في لندن هذا الأسبوع إن «كل المحركات (التجارية) تتغير». وتستهدف بعض المصافي الكبرى على ساحل خليج المكسيك في الولاياتالمتحدة أيضاً الأسواق العالمية في وقت تزيد فيه إنتاج البنزين والديزل بفضل وفرة النفط الصخري المحلي الخفيف المنخفض الكبريت. ومن بين هذه المصافي مصفاة موتيفا التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 600 ألف برميل يومياً في بورت آرثر والمملوكة لشركتي «رويال داتش شل» و»أرامكو السعودية». وبدأت شركات من بينها «شل» و«توتال» و«فيتول» أيضاً في استخدام مزيد من سفن المسافات الطويلة خلال الأشهر الماضية لنقل الديزل من ساحل خليج المكسيك في الولاياتالمتحدة إلى أوروبا وهو خط تجاري يزداد ازدحاماً. وقال توني فاونتين، رئيس قسم التكرير والتسويق في «ريليانس» خلال المؤتمر، إن «التحول في (نوعية) السفن المستخدمة حالياً كان كبيراً. وحالياً نستخدم سفناً يعادل حجمها ضعفي حجم السفن التي كانت تستخدم قبل 20 عاماً ويمكن أن توفر ما بين ثلاثة وأربعة دولارات في كلفة شحن البرميل». ويؤثر تدفق المنتجات النفطية من الأسواق العالمية في شكل كبير في قطاع التكرير في أوروبا حيث أغلق عدد كبير من المصافي في الأعوام الماضية بسبب تراجع الطلب وارتفاع التكاليف. وتستثمر شركات التكرير والشركات التجارية أيضاً في المرافئ ذات طاقة التخزين الكبيرة في مراكز تجارية رئيسة لضمان استمرار تدفق الإمدادات في حال تعطل حركة الملاحة البحرية. ويتوقع أن تزيد طاقة التكرير العالمية بنحو 10 في المئة على مدى السنوات الخمس المقبلة إلى 106.7 مليون برميل يومياً وتفوق الطلب المتوقع أن يصل إلى نحو 95 مليون برميل يومياً. ولن يزداد التنافس بين شركات التكرير إلا حدة. وفي الأسواق، سجلت أسعار النفط الخام أول مكاسبها الأسبوعية في ثلاثة أسابيع مع توقف نصف إنتاج الخام من خليج المكسيك الأميركي بسبب اقتراب العاصفة كارين. لكن استمرار توقف أنشطة حكومية أميركية حد من المكاسب وسط قلق المستثمرين من أن يخفض ذلك الطلب على الطاقة في أكبر مستهلك للنفط في العالم. وأغلقت عقود الخام الأميركي مرتفعة 53 سنتاً إلى 103.84 دولار للبرميل بعدما ارتفعت في وقت سابق إلى 104.19 دولار للبرميل. وأنهت العقود الأميركية لشهر اقرب استحقاق الأسبوع مرتفعة 0.94 في المئة. وزاد خام «برنت» 46 سنتاً إلى 109.46 دولار للبرميل عند التسوية بعدما ارتفع إلى 109.77 دولار. وأنهى برنت الأسبوع مرتفعاً أقل من واحد في المئة بعد خسائر على مدى ثلاثة أسابيع.