أكدت شركة أرامكو السعودية أنها ستتمكن من سد الاحتياجات المحلية من الوقود عالي الجودة. وأوضحت الشركة أنها ستتمكن في السنوات القليلة المقبلة من سد الاحتياجات المحلية من الوقود عالي الجودة، كما ستتمكن من الاستحواذ على نصيب أكبر من الأسواق العالمية للمشتقات النفطية المكررة. وشددت ''أرامكو'' على سعيها المتواصل لتلبية الطلب المتنامي محليا وعالميا على الوقود والمشتقات النفطية، وذلك من خلال التوسع الكبير في أنشطة التكرير وبناء مصافٍ جديدة داخل المملكة وخارجها. وبيّنت في تقريرها السنوي، أنها تركز على تكرير النفط العربي الثقيل لإنتاج مشتقات عالية الجودة؛ كونه يشكل جزءا كبيرا من إنتاج المملكة النفطي، كما أن توجهات الشركة في مشاريعها التوسعية تتضمن إنتاج وقود بنسب كبريت منخفضة جدا للسلامة البيئية، وتزامنا مع التوسع في أنشطة التكرير تقوم ''أرامكو'' بتوسيع استثماراتها في صناعة البتروكيماويات. وأوضحت الشركة التي تعد عملاق النفط السعودي، أنه من خلال التوسع في أنشطتها التكريرية الذي يتزامن مع مشاريع الشركة لزيادة إنتاجها النفطي، تحرص على إيجاد قيمة مضافة لمنتجاتها لدعم الاقتصاد الوطني وتعزيز قطاع الصناعات التحويلية وخلق فرص عمل للمواطنين، إضافة إلى اهتمام الشركة بالجانب البيئي من خلال تطوير منتجات صديقة للبيئة، مؤكدة أن السنوات المقبلة ستشهد قفزة كبيرة في القدرات التكريرية للشركة وستتبنى استثمارات جديدة في الأسواق العالمية الواعدة. وذكرت الشركة أنها تعمل على دمج أنشطة التكرير بصناعة البتروكيماويات وتنتج مصافي الشركة أنواعا متعددة من البتروكيماويات مثل البروبيلين، البولي بروبيلين، البولي إيثيلين، البنزين، والباراكسالين، بيوتاداين، وبذلك تسهم الشركة في تطوير مجمعات صناعية للصناعات التحويلية تشارك في تحويل البتروكيماويات الأولية والمنتجات الأساسية إلى مواد استهلاكية ذات قيمة اقتصادية مرتفعة. ومن أهم المشاريع التوسعية للشركة مشروع ''ساتورب''، وهو مشروع مصفاة عملاق بين أرامكو السعودية وشركة توتال الفرنسية في مدينة الجبيل 2 على ساحل الخليج العربي، وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمصفاة 400 ألف برميل يوميا من المشتقات النفطية، وأكدت ''أرامكو'' أن العمل على المشروع يتم وفقا للخطة الموضوعة؛ إذ يهدف المشروع لمقابلة الطلبين المحلي والعالمي على العديد من المشتقات النفطية، وأهمها الوقود الصديق للبيئة، كما أن المصفاة ستكون الأولى في الشرق الأوسط في إنتاج الفحم البترولي. وقد أعطى مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية في تموز (يوليو) 2010 الموافقة النهائية لبناء مصفاة البحر الأحمر بطاقة إنتاجية تبلغ 400 ألف برميل يوميا في مدينة ينبع الصناعية، ويهدف المشروع لمعالجة الزيت العربي الثقيل لإنتاج مشتقات عالية الجودة تواكب الزيادة في الطلب المحلي على الوقود وتصدير منتجات عالية الجودة للأسواق العالمية، وقد وقعت شركة أرامكو عقود تصميم وإنشاء المشروع مع عدد من الشركات المحلية والعالمية. وأشارت ''أرامكو'' إلى أن العمل على مشروع مصفاة ومحطة جازان البحرية يتم حسب الخطة الموضوعة وستبلغ الطاقة الإنتاجية للمصفاة 400 ألف برميل يوميا من المنتجات الخفيفة وزيت الوقود لمواكبة الطلب المحلي على المنتجات المكررة، وليلبي احتياجات المنطقة الغربية، كما سيكون المشروع قاعدة أساسية للتطور الصناعي في المدينة الاقتصادية في جازان، والتي تشكل انطلاقة نهضوية في مدينة جازان والمنطقة الجنوبية، وستعمل المصفاة على معالجة خليط من الزيت العربي المتوسط والثقيل، وستدمج المصفاة مع محطة توليد للطاقة وانتاج المياه المحلاة، كما ستخدم المحطة البحرية لخدمة السفن والحاويات الضخمة وحسب خطة عمل المشروع سيتم الانتهاء منه عام 2017. وتجاوز إنتاج مصافي ومجمعات البتروكيماويات في شركة بترورابغ التي تملك ''أرامكو'' 37.5 في المائة منها مع نهاية العام الماضي، 112 مليون برميل من المشتقات النفطية تم تصدير 29 في المائة منها، كما أنتج المجمع أكثر من مليوني طن متري من البتروكيماويات تم تصدير 94 في المائة منها للأسواق العالمية. وقد وقعت بترورابغ أخيرا اتفاقية مع شركة الصناعات الوطنية لتزويدها بأوكسيد البروبيلين والبولي إيثر والبوليول، وقد بدأت شركة بترورابغ منذ عام 2010 بتحقيق عوائد تجارية بسبب زيادة القدرة التشغيلية وزيادة الإنتاج والمبيعات. ولتعزيز جودة وقود النقل المحلي أنهت الشركة بناء معمل لمعالجة الديزل في مصفاة راس تنورة، وهذا المشروع يدعم الجزء الثاني من خطة ''أرامكو'' لرفع جودة الوقود والتي تهدف في عام 2016 إلى أن توفر الديزل بنسبة كبريت منخفضة جدا تصل إلى عشرة أجزاء من المليون لتعزيز السلامة البيئية. وكانت ''أرامكو'' قد أطلقت الجزء الأول من خطة رفع جودة الوقود في العام 2007 وبعد الانتهاء من الجزء الثاني سينخفض مستوى الكبريت في الديزل 95 في المائة. وأنهت الشركة المشتركة بين ''أرامكو'' وشل ''ساسرف'' مشروع الوقود النظيف الذي ينتج 100 ألف برميل يوميا من الديزل ذي الكبريت المنخفض جدا، وتبلغ نسبة الكبريت عشرة أجزاء لكل مليون. كما أن الشركة التابعة ل ''أرامكو وإكسون موبيل (سامرف)'' مستمرة في العمل على مشروعها لإنتاج الوقود النظيف، ومن المتوقع أن تبدأ الإنتاج عام 2013. وعلى صعيد المشاريع التوسعية خارج أراضي المملكة، قالت شركة النفط السعودية: إنها توسع أنشطتها في صناعة التكرير مع شركائها التجاريين في أمريكا، الصين، اليابان، وكوريا. وأوضحت أن مشروع توسعة مجمع موتيفا في هيوستن في الولاياتالمتحدة يسير بشكل منتظم وسيتم تسليم المشروع المشترك بين أرامكو السعودية'' وشركة شل في نهاية العام الجاري، وسيبدأ الإنتاج في الربع الأول من عام 2012، وقد تم بناء 322 نموذجا في الولاياتالمتحدة والمكسيك وتم تركيبها في موقع البناء، وبذلك تم تركيب جميع الوحدات، وستضيف التوسعة زيادة مرنة في السعة الاستيعابية للمجمع، بحيث يستطيع التعامل مع جميع أنواع الزيت الخام، وستكون مصفاة موتيفا هي الأكبر في أمريكا، كما ستكون واحدة من أكبر المصافي في العالم، حيث ستزيد طاقتها الإنتاجية عن 600 ألف برميل يوميا، وسيعزز المشروع قدرة ''أرامكو السعودية'' على تلبية الطلب المتزايد في أمريكا الشمالية على المشتقات النفطية. ورفعت مصفاة فوجيان التكريرية إلى 230 ألف برميل من الزيت الخام يوميا، وتقع المصفاة في الصين، وهي ذات ملكية مشتركة بين شركة أرامكو وشركة صينويك الصينية، وأنتجت المصفاة 11 مليون طن من المشتقات النفطية المكررة في العام الفائت وأكثر من ثلاثة ملايين طن من البتروكيماويات، وتم تصدير أكثر من 7,1 مليون طن من المشتقات النفطية و2,5 مليون طن من البتروكيماويات للأسواق العالمية، وتشمل المواد البتروكيماوية الأوليفينات، المركبات العطرية، البولي إيثلين، والبولي بروبيلين. ويدرس مجلس إدارة الشركة مشروع توسعة لتكسير الإيثلين. وتتوسع ''أرامكو'' من خلال حصتها في شركة شوا شل اليابانية في إنتاج الطاقة الشمسية واستخدامها وتم تأسيس فرع لإدارة أنشطة الطاقة الشمسية أحدهما في ألمانيا والثاني في كاليفورنيا في الولاياتالمتحدة وقد تم الانتهاء من جميع الأعمال الإنشائية لبناء معمل بطاقة إنتاجية تصل إلى 900 ميجاواط في ميازاكي اليابانية، وقد بدأ الإنتاج الاختباري وعند التشغيل الكامل للمعمل سيكون أحد أكبر المعامل التي تعمل بالطاقة الشمسية في العالم. وفي كوريا الجنوبية ترتبط ''أرامكو'' بشراكة تجارية مع شركة إس أويل وتم الانتهاء أخيرا من توسعة مصفاة أونسان بعد ثلاث سنوات من العمل، وتركز إس أويل على ثلاثة توجهات استراتيجية وهي توسعة أعمال التكرير ودمج البتروكيماويات والدخول في أنشطة الطاقة المتجددة لتحقيق ربحية وتنمية مستدامة، كما حرصت أس اويل على بناء وفتح قنوات جديدة لتسويق منتجاتها في آسيا بما فيها الهند واليابان وأستراليا، كما أن الشركة تستحوذ على نصيب كبير من السوق المحلية الكورية في بيع الزيت الخفيف.