أعرب المطارنة الموارنة عن «قلقهم من تزايد مظاهر وهن الدولة وما يرافقه من ظهور مسلح في مختلف المناطق»، معتبرين ان ذلك «يطرح الكثير من التساؤل عن تمسك اللبنانيين بخيارهم: الدولة أولاً». ورأوا أن ما يزيد القلق «ظاهرة الخطف في وضح النهار، مع ما يستتبعها من ابتزاز للمواطنين، من دون أي اعتبار لكرامة الإنسان، ولجوء الخاطفين إلى أماكن يمنع على الأجهزة الأمنية الوصول إليها». واعتبروا في بيان صادر بعد اجتماعهم الشهري امس برئاسة البطريرك بشارة الراعي أن ما يشجع على ذلك «انحياز الدولة إلى منطق الأمن بالتراضي، والقرار السياسي المعطل»، مبدين قلقهم مما يحدث على الحدود مع سورية، وأسفهم «على نكث القيادات اللبنانية بوعودها التي أقرتها في «إعلان بعبدا»، ولا سيما مسألتي السلاح غير الشرعي وتحييد لبنان عن الصراعات». كما ذكّروا بأن «لبنان يخدم أشقاءه العرب بمقدار ما يحافظ على خصوصيته وعلى سلمه الأهلي، وتمسكه بما اتفق عليه في الميثاق الوطني من أنه لا «يكون ممراً أو مستقراً» لما من شأنه أن يشكل تدخلاً أو انتهاكاً لسيادة دولة أخرى». وشدد المطارنة على أن «لبنان يعيش بجناحيه المسلم والمسيحي ويحتاج الى مشاركة جميع مكوناته، وما نشهده من توتر طائفي ومذهبي وتزايد في مظاهر التطرف، يناقض ما قام عليه لبنان، ويشير إلى تحول ستكون نتائجه وخيمة إذا تخلى العقلاء عن دورهم». وفي قانون الانتخاب، اعتبروا أن «العودة إلى قانون الستين تنصل خطير من المسؤولية الوطنية، وضرب لقدرة اللبنانيين على إنجاز مستقبل لعيشهم المشترك»، مؤكدين «ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري، في ظل قانون انتخاب جديد يؤمن المناصفة الحقيقية وصحة التمثيل». وأبدى المطارنة خشيتهم «أمام التحركات المطلبية، من دخول البلاد في أزمة جديدة تكون تداعياتها خطيرة على القطاعات كلها، وقد توصلها الى حال من الإفلاس الاقتصادي، وهم يحمّلون الحكومة مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع ويدعون الدولة وجميع الفرقاء إلى العمل على إيجاد أجواء هادئة للحوار والتقارب في المواقف بشأن سلسلة الرتب والرواتب وغلاء المعيشة والمفعول الرجعي، كي يصل لكل ذي حق حقه العادل، في أسرع وقت ممكن». وثمّن المطارنة الخطوات التي يقوم بها الراعي «لتشديد أواصر المحبة بين الكنائس، والمشاركة في أفراحها وأحزانها، ولا سيما زيارته دمشق للمشاركة في تولية غبطة البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكيه وسائر المشرق للروم الارثوذكس، ولتفقد أوضاع أبرشيتنا المارونية فيها، وزيارته موسكو لتمتين العلاقات مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وتمثيله في بغداد للمشاركة في تولية بطريرك بابل للكنيسة الكلدانية مار لويس روفائيل الأول ساكو، وفي القاهرة للمشاركة أيضاً في تنصيب بطريرك الاسكندرية للأقباط الكاثوليك الأنبا ابراهيم اسحق». ولاحقاً، غادر الراعي بيروت الى الفاتيكان للمشاركة في انتخاب البابا الجديد. وقال في المطار ان «الجيش اللبناني وحده يمثل كرامتنا ويصوننا، ومن دونه البلد يصبح شريعة غاب».