تضامناً مع دعوة البابا فرنسيس الأول الى «الصوم والصلاة من أجل السلام في سورية ورفض الاعتداء على مدينة معلولا»، شارك عدد كبير من المواطنين والشبيية في القداس الذي رأسه البطريرك الماروني بشارة الراعي مساء امس في بازيليك سيدة لبنان حريصا. وتلت القداس ساعة سجود وصلاة من أجل السلام في الشرق الاوسط تزامناً مع صلاة اقامها البابا في ساحة الفاتيكان. وأشار الراعي في عظة في حريصا إلى أن «الأمن في لبنان يتزعزع في ظل تفشي السلاح في الداخل وبروز ظاهرة الأمن الذاتي، وبسبب الانقسام تتعثر المؤسسات الدستورية»، مضيفاً: «يجتاح لبنانَ الصغير بمساحته مليون ونصف المليون من الإخوة السوريين النازحين هرباً من النار والقتل مع ما يحمل النزوح من نتائج اقتصادية واجتماعية وأمنية». ودعا الراعي إلى «تأليف حكومة قادرة وفاعلة، وان يخطو كل فريق خطوة إيجابية نحو الآخر». إلى ذلك دعا البطريرك الراعي خلال زيارة رعائية قام بها لقرى وسط فتوح كسروان وبلداته، المؤمنين إلى «التكلم بلغة المحبة، لغة السلام، أي لغة الحقيقة، وليس باللغة التي نسمعها كل ليلة على شاشات التلفزة». وقال: «الشعب يريد السلام والوحدة والتلاقي والعيش معاً بروح من الألفة والمحبة»، لافتاً إلى أن «ثقافتنا هي ثقافة العيش معاً والتي هي خلاصنا. كفى خلافات ونزاعات وقتالاً ومشاكل في لبنان، كفى 8 و14 آذار، فلنتوحد جميعاً ونعمل من أجل مصلحة لبنان واللبنانيين، مسيحيين كانوا أم مسلمين، فبالحوار نجتمع وبالحوار نتفق وبالحوار والمحبة ننتصر». وقال: «لغة العقل والمحبة هي الوحيدة التي تبني السلام. وفي صلواتكم وصلاة الكنيسة نعمل مع كل قياداتنا المسيحية وطبعاً مع المسلمين لنصل إلى مخرج للأزمة التي نعيشها في لبنان، هذه الأزمة السياسية المذهبية التي عطلت البلد وقسّمته إلى قسمين». ورأى أن «الأمر لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه الآن بعد أن اشتدت الخلافات واشتدت الأزمات المعيشية والاقتصادية والاجتماعية، وبات الناس يواجهون المصير بعلامة استفهام كبيرة». من جهته، لفت بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي الذي وصل إلى بيروت بعد مشاركته في الأردن بمؤتمر «التحديات التي تواجه المسيحيين»، الى أن «المشاركين أكدوا على الوجود المسيحي في الشرق وعلى العيش المشترك، وقبول الآخر»، لافتاً إلى أنه «تم التوافق على أن الخطر خارجي ومن التطرف الديني». وأكد اليازجي أنه «لم يحصل تعديات في معلولا بريف دمشق وحصلت اشتباكات، والمجتمع الدولي لن يقبل بأي تعديات»، مشيراً إلى أنه «زار ملك الأردن عبدالله الثاني وطلب منه المساعدة في موضوع المطرانين المخطوفين، في ظل عدم وجود معلومات جديدة عنهما». وفي صور، أمت دار مطرانية سيدة البحار المارونية وفود وشخصيات نيابية وروحية واقتصادية وأهلية، متضامنة مع دعوة البابا، تقدمها ممثل الرئيس سليم الحص محمد الملاح، النائب عبد المجيد صالح، مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله، ممثل مفتي صور ومنطقتها الشيخ عصام كساب، وفاعليات، وكان في استقبالهم راعي ابرشية صور للموارنة المطران شكر الله نبيل الحاج الذي شدد على «حل المشكلات بالحوار ونبذ العنف والحرب». ودعا الحاج الى السلام ونبذ الحرب، ونحن نشجب الحرب الظالمة، وما دعوة البابا الى الصلاة والصوم الا لتعزيز قيم السلام». بدوره قال صالح: «استجابة لنداء البابا، جئنا لنؤكد شجبنا للحرب، فدعوة البابا هي أقوى الصرخات الروحية التي تدعو للسلام ورفع الظلم او العدوان. وما يجري في سورية وفي معلولا الايقونة المسيحية التي شهدت اوائل دعوات السيد المسيح للسلام، خطير، ونحن نخاف على هذه المنطقة كمسلمين كما نخاف على المسحيين لأن مصيرنا في هذا الشرق هو مصير واحد». وأكد كساب باسم المفتي حبال أن «رسالة البابا من اجل السلام مبادرة كبيرة نقدرها وسنعمل بها».