دعا مجمع المطارنة الموارنة الى «وقف دوامة العنف فوراً والعودة الى لغة الحوار سعياً الى التضامن والسلام فيعيش جميع المواطنين في سورية والمنطقة بسلام وأمان من دون تفرقة أو تمييز، وهم اذا استمروا في هذه الحروب العبثية سيكونون كلهم خاسرين، اما اذا تخلوا عن التخلف ونبذ العصبية فسيكونون كلهم رابحين». وأنهى سينودس الاساقفة الموارنة خلوته الروحية السنوية التي عُقدت في بكركي برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي ومشاركة الكاردينال نصرالله بطرس صفير والاساقفة الموارنة في لبنان وعالم الانتشار اللبناني والماروني، وطالبوا في بيان تلاه رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر»جميع الأفرقاء في الداخل والخارج بعدم صب الزيت على النار في هذه الحرب المستعرة وبأن يستبدلوا هذا الموقف بمساعدة جميع السوريين على التصالح في ما بينهم والسعي الى سلام الأخوة وعودة جميع النازحين من سورية الى بيوتهم وقراهم ويعيشون بأمان». واستنكروا «استمرار عمليات الخطف ولا سيما خطف المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم والكاهنين ميشال كيال واسحق محفوظ وسائر المخطوفين من سورية ولبنان». وأوضح مطر أن «الآباء يتابعون بقلق بالغ تطورات الأوضاع الأمنية منها والسياسية، فالتفجيرات في طرابلس وفي المناطق البقاعية والشمالية باتت مصدر قلق كبير وخوف وقد انعكس فقدان الأمن تردياً في الإقتصاد». وتطرق البيان الى الوضع السياسي حيث لم يتمكن المسؤولون من سن قانون جديد عادل للإنتخابات وتم التمديد للمجلس النيابي لأمد طويل وحيل دون قبول الجملس الدستوري الطعن بالتمديد أو رفضه اضافة الى الشكوك السائرة حول مصير الديموقراطية، معتبراً أنها باتت كلها عوامل تؤثر سلباً على لبنان ومحيطه. ورأى البطريرك الراعي خلال ترؤوسه قداساً في كنيسة الصرح الصغرى، أن «الاداء السياسي في لبنان انحرف بشكل سافر عن أهدافه الوطنية ومبرر وجوده، وبات يعطل الحياة السياسية، ويسيء استعمال السلطة، ويكبل عمل المؤسسات الدستورية، ويسيّس مذهبياً الوزارات والإدارات والقضاء، ويغرق البلاد في أزمات اقتصادية واجتماعية خانقة، ويفقر الشعب، ويهجر القوى الوطنية الحية، ولا يلتزم حياد لبنان عن المحاور الإقليمية، لا بل يتدخل بالشؤون الداخلية لبلدان اخرى، في طليعتها سورية، ويهمل الأمن الداخلي والاستقرار، ويجعل الشعب فريسة الاعتداءات على حياته وممتلكاته، ويرميه في خيبة ممن انتدبهم لخدمة الوطن والخير العام»، لافتاً الى إن «شعبنا الضائع بين الفريقين المذهبيين المتنازعين، يتساءل عن المصير، و«إننا نصلي إلى الله لكي يرسل للبنان رجالات دولة جديرين، يتميزون بالتجرد عن المصالح الرخيصة، وبالشجاعة في الدفاع عن شؤون الوطن والمواطنين، ويخضعون للدستور والقوانين ويحترمونها ويعززونها، وينتشلون لبنان من الهوة التي أسقط فيها. ولفت الراعي الى انه «في هذا الجو المؤلم يملي علينا دورنا كمسيحيين البقاء في أرضنا المشرقية، ونحن فيها مواطنون أصيلون وأصليون منذ ألفي سنة، لكي نكون دائماً كما كنا عامل سلام وتآخٍ وتقارب بين جميع مواطنينا».