يتوارى عن الأضواء فتلحقه، ويبحث عنها فيحجبها ناصر، هكذا يستطيع المتابع تلخيص مسيرة المهاجم يوسف السالم الذي يعيش تجربة رياضية جديدة مع الهلال، في رابع خطوة انتقالية احترافية بعد أن بدأ مع القادسية، ومنه انتقال للشباب والاتفاق قبل أن ينتهي به المطاف في الهلال. أربع دقائق فقط، هي حصيلة ظهور السالم بقميص الهلال هذا الموسم بعد انقضاء خمس جولات من الدوري، وعلى عكس الحال في المواسم الثلاثة الماضية التي ظهر فيها بشكل قوي مع الاتفاق، إذ مثل السالم «النواخذة» موسم 2010-2011 في 1767 دقيقة في 21 مباراة مسجلاً 6 أهداف، كما لعب الموسم الذي يليه 2000 دقيقة مع الاتفاق من 24 مباراة، ولم يغب سوى عن مواجهتين مسجلاً حينها 14 هدفاً، الحال ذاته ينطبق على الموسم الماضي الذي شارك فيه عبر 1981 دقيقة، وتمكن من إحراز 11 هدفاً. أرقام السالم المميزة جعلته مطمعاً لمختلف الأندية السعودية الباحثة عن تعزيز خانتها الهجومية، خصوصاً بعد أن استعاد علاقته مجدداً مع الشباك بعدما كاد يفقدها مع الشباب، الذي فشل معه بالظهور في الشكل المطلوب، وظل حبيساً لدكة البدلاء لفترات عدة، تاركاً مركزه لمن احتكره حينها ناصر الشمراني، مكتفياً بتسجيل هدفين فقط مع «شيخ الأندية». وذهب الكثير إلى تفسير غياب السالم في الشباب، أو عدم نجاحه إلى مزاحمة الشمراني له على المركز، وأن ناصر كان السبب الرئيس وراء ابتعاده عن تشكيلة الفريق الأساسية، ولعل السالم لم يكن يدرك حينما وقع للهلال الموسم الماضي، أن المستقبل يخبئ له مجاورة الشمراني مرة ثانية. السالم الذي بزغ نجمه مع القادسية بعد رحيل ياسر القحطاني إلى الهلال حين راهنت عليه الإدارة القدساوية، وحاولت طمأنة محبي الفريق بأنها باتت على وشك الكشف عن مهاجم قادر على تعويض «القناص»، وهو ما حدث بالفعل، إذ تمكن السالم من تسجيل خمسة أهداف موسم 2005-2006 مع القادسية، وعشرة أهداف في الموسم الذي يليه، قبل أن يختار السالم البحث أضواء إضافية ويعلن انتقاله إلى الشباب. وعلى رغم النجاحات التي حققها السالم في المواسم الثلاثة الماضية مع الاتفاق، إلا أنه فضل المغامرة مجدداً والبحث عن صخبٍ وأضواءٍ أكثر، كل ذلك منعه من التواني في قبول العرض الهلالي الذي يلبي له ذلك كله، خصوصاً أن كل المؤشرات الزرقاء تؤكد حاجة الفريق إلى مهاجم محلي. ولا يزال السالم يفتش عن فرصة يثبت من خلالها لمدرب الفريق سامي الجابر أحقيته في تمثيل خط الهجوم الهلالي، خصوصاً أن أربع دقائق لم ولن تكون كافية لأي مهاجم يسعى إلى إثبات نفسه. ولعل ناصر الشمراني لن يبقى هو وحده العائق أمام مشاركة السالم مع «الزعيم»، إذ ما زالت الجماهير الهلالية تنتظر عودة معشوقها ياسر القحطاني، الذي منعته الإصابة من تمثيل الفريق حتى الآن، وذلك ما يشكل قلقاً أكبر بالنسبة إلى السالم الذي تتقلص نسب مشاركته أساسياً.