قضت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض أمس بالسجن والمنع من السفر مدة 10 أعوام على أول مطلوب يرد اسمه في قوائم وزارة الداخلية السعودية التي أعلن عنها في 12 أيار (مايو) العام 2003، وذلك خلال مثول 20 متهماً آخرين في خلية ال63 التي صدرت في حقهم أحكام ابتدائية بالسجن بين 4 أشهر و20 عاماً. ودين أحد المتهمين لارتباطه ب«الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية» المندرجة تحت حركة حماس الفلسطينية، وفكرها جهادي يتمثل في التخطيط لعمليات استهداف، فيما استقبل متهم آخر دعماً مالياً للتنظيم من إيران. وحكم على المتهم ال59 الذي أدرج اسمه ضمن قائمة ال85 التي أعلنت عنها وزارة الداخلية وقبض عليه في آذار (مارس) 2011 في ينبع، بالسجن 10 أعوام والمنع من السفر لمدة مماثلة، وذلك لاجتماعه مع أشخاص يحملون الفكر القتالي، وإقراره بالسفر إلى أفغانستان، إذ قدم استقالته من عمله في قطاع المرور التابع للأمن العام في وزارة الداخلية، واستأجر شقة باسمه في حي الشرائع في مكةالمكرمة لأحد المطلوبين، لعدم وجود أية ملاحظات أمنية حوله وقتذاك. وقام المتهم ال 59 بالهرب إلى الطائف بعد القبض على زميله، مستخدماً سيارة شقيقه، إذ كان المتهم يرى مع زملائه مشروعية القتال في العراق وأفغانستان، وبعد أن نشرت صورته ضمن قوائم المطلوبين انتقل إلى حي قربان في الطائف، واستأجر شقة مفروشة باسم المتهم الرابع في الخلية، وطلب من متهم آخر بطاقة العائلة لأجل وضع صورته عليها واستخدامها في تنقلاته والحصول على فرصة للهرب إلى مناطق الفتن والصراعات، خصوصاً وأنه تواصل مع آخرين في الداخل والخارج لأجل ذلك. وأقر المتهم ال 59 بالانتقال إلى ينبع بعد أن علم أن الجهات الأمنية قامت بتفتيش منزل أسرته الكائن في منطقة المدينةالمنورة، إذ مكث في كورنيش ينبع أياماً عدة حتى قبض عليه. ودين المتهم ال45 الذي حكم عليه بالسجن20 عاماً والمنع من السفر مدة مماثلة لارتباطه بجهة إعلامية إلكترونية تدعى الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية من خلال عضويتها في منتدى «الفلوجة» على شبكة الإنترنت، وذلك بعد استعداد الجبهة الإعلامية بإيصال الدعم المالي لمجموعة سلفية تندرج تحت حركة حماس لكن فكرها جهادي، وأبدت الجبهة استعدادها لإيصال الدعم إلى تلك المجموعة من خلال موضوع وضع في القسم العام للمنتدى بعنوان: «تريدون جهاداً ربانياً بلا دماء ولا أموال». وانضم المتهم ال45 إلى برنامج أسرار المجاهدين، وتبادلوا الرسائل المشفرة فيما بينهم والتي تعتمد في فتحها على الرقم السري، وتواصل مع تلك الجبهة لأجل معرفة كيفية إيصال الدعم المالي إلى غزة، وعرضت عليه عملية الإرسال بواسطة مصرف «ويستون يونيون» إلى أشخاص معروفين لدى الجبهة في غزة، أو من خلال تحويل تلك الأموال إلى أشخاص في مصر بواسطة مصرف «ويستون يونيون» إلا أنه رفض الطريقة لعدم اطمئنانه. وتلقى المتهم ال45 رسالة من شخص يدعى «سيف الدين الثاني» عن كيفية التسليم المباشر بواسطة أحد الأشخاص في مصر، أو آخرين في الكويت، ويتم ذلك عبر إرسال مبعوث بالمال إلى القاهرة ويتصل على شخص اسمه «أحمد» ليخبره بأنه يريد مقابلته لأمر مهم بعد أن يسأله عن صحة أخيه أسامة، ويصطحبه إلى مكان آمن لتسليم المبلغ بعد إعطائه كنية وهمية، ويتم بعث المبلغ إلى شخص في الكويت ليتسلّمه ويقوم بالاتصال على امرأة تدعى آلاء «فلسطينية الجنسية»، ويطلب مقابلتها في منزلها، وفي منزل آلاء يلتقي بأمها ليقوم بتسليمها المبلغ بعد إعطائها كنية وهمية. وأخبر المكنى ب«سيف الدين الثاني» المتهم ال45 أن الجماعة المسلحة الجهادية المعنية بالدعم المالي وظفت أولئك الأشخاص على أساس أنها جماعة إغاثة تقوم بتوزيع الأموال على المتضررين من القصف الإسرائيلي، وليست جماعة قتالية، إذ أقر المتهم أنه كلف أحد الموقوفين السعوديين بالسفر إلى القاهرة لإيصال دعم مالي قدره 70 ألف ريال للجماعة الجهادية في غزة. واعترف المتهمون الثامن، وال25، وال43، وال47، وال53، وال63، باستخدام إيران معبراً إلى أفغانستان، وذلك لوجود عدد كبير من المنسقين الذين يسهلون الطريق إلى مناطق الصراعات، إذ تنتشر أرقام هواتف عدد من المنسقين بين عناصر المقاتلين، أو من يرغبون السفر إلى هناك، إلا أن بعضهم يتجاهلون الرد عليهم، ما يؤدي إلى تورطهم في تلك المناطق، واستخدامهم لأغراض أخرى في مقابل عدم عودتهم إلى المملكة خشية كشف أمرهم. وقرر المتهم الثامن الذي حكم عليه بالسجن 5 أعوام والمنع من السفر مدة مماثلة، السفر إلى أفغانستان مروراً بإيران، فيما تجول المتهم ال8 داخل مدن طهران بجواز سفر مزور على رغم عقوقه لوالديه، إذ تركهما وهما في أمس الحاجة إليه، ودين بالسفر إلى وزيرستان لدخول أفغانستان والمشاركة في القتال هناك من خلال سفره إلى إيران ثم دخوله إلى باكستان بفيزة مزورة تهريباً، ثم عودته إلى إيران تهريباً. وديّن المتهم ال47 الذي حكم عليه بالسجن 12 عاماً والمنع من السفر مدة مماثلة، بأن منسقاً في إيران طلب منه تسليم شخص في السعودية مبلغ 60 ألف ريال لدعم المقاتلين في المملكة، على أن يكون مكان التسليم في جدة بجانب أحد المحال التجارية، وتم القبض عليهما والمبلغ في حوزتهما. وقضت المحكمة على المتهم ال40 بالسجن 10 أشهر والمنع من السفر مدة 3 أعوام، إذ ثبت أن المتهم ال 32 وعده في حال خروجه إلى مناطق الفتن والصراعات وموته، بتسديد ديونه المتعلقة، إضافة إلى تأييده أحد الذين أخبروه بالخروج للقتال.