أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في جدة أخيراً، أحكاماً بالسجن ل15 سعودياً وثلاثة من الجنسيات الأجنبية، بعد إدانة زعيم الخلية بالعمل في سورية كمنسّق لدخول المقاتلين والنساء إلى العراق للمشاركة في القتال الدائر هناك، ومنعهم من السفر بالمدة نفسها. وكشف قاضي الجلسة أن المتهم الأول الذي حكم عليه بالسجن 15 عاماً والمنع من السفر بمدة مماثلة لسجنه وهو زعيم الخلية التي يبلغ عدد عناصرها 30 شخصاً، خرج من العراق إبان مشاركته في القتال إلى سورية للعمل كمنسّق لدخول المقاتلين إلى العراق، إضافة إلى تواصله مع عدد من المنسقين في السعودية، ومصر والأردن واليمن، والجزائر، وتونس للغرض ذاته، وتنسيق خروج عدد من السعوديين إلى العراق لتنفيذ عمليات انتحارية هناك. وأضاف أنه دعم عدداً من الجزائريين للقيام بأعمال انتحارية في تونس، واستغل متهم آخر ثقة أهله وأقاربه في جمع المال لمصلحة المقاتلين في العراق، فيما استقبل متهم ثالث عدداً من المقاتلين بعد هروبهم من سجن الملز في 2006، وذلك في منطقة درعا في سورية تمهيداً لخروجهم إلى العراق. وأوضح: «نفذ المتهم دور الوساطة في تمرير المعلومات بين أعضاء التنظيم خارج أفغانستان وبين القيادة الأم هناك، إضافة إلى تستره على المتهم الثاني، وسعى لتجنيد سعوديين للمشاركة في تنفيذ أعمال إرهابية، وتواصل مع جزائريين كانت لديهم رغبة في القيام بأعمال إرهابية في تونس، ودعمهم بمبلغ مالي بعد أن أخبروه بعدولهم عن ذلك ورغبتهم في المشاركة في القتال في الشيشان، ومحاولته التنسيق لشخص سعودي هارب من سجن المباحث العامة يرغب في الخروج إلى العراق». وأشار القاضي إلى أن المتهم الرابع الذي حكم عليه بالسجن سبعة أشهر ومنعه من السفر ثلاث سنوات أخبر بتهديد عناصر الخلية بقتل ضابط في قطاع المباحث العامة، وأن عناصر الفئة الضالة بدأوا بإعادة ترتيب أوراقهم من جديد، ولم يبلغ الأجهزة الأمنية عن ذلك. فيما تمت إدانة المتهم الخامس بالسجن 13 عاماً، ومنعه من السفر بالمدة نفسها، لاستغلال ثقة أهله وأقاربه في جمع المال لمصلحة المقاتلين في العراق، وإقراره بأن ما قدمه من دعم للعراق كان يصل لجماعة التوحيد والجهاد التي أصبحت فرع تنظيم «القاعدة» في بلاد الرافدين. ولفت قاضي الجلسة إلى أن المتهم ال 11 الذي حكم عليه بالسجن ثمانية أعوام، ومنعه من السفر بمدة مماثلة لسجنه، أدين بالتستر على شقيقه عندما خرج إلى العراق للمشاركة في القتال هناك، إذ أظهر استعداده بإيصال شقيقه إلى المطار، واشترك مع شخص آخر في تأمين سيارة لنقل المقاتلين من سورية إلى العراق، ولم يبلغ المتهم الأجهزة الأمنية عن رغبة هاربين من سجن المباحث بالسفر إلى العراق، بل نسّق خروج أحدهم إلى هناك. وأضاف: «استغل المتهم ال 11 ثقة الناس في جمع التبرعات للمقاتلين في العراق على أنها للفقراء والمساكين، وعرض فكرة اغتيال ضابط في المباحث، خصوصاً وأنه أخل بما تعهد به عند خروجه من السجن في المرة الأولى بالالتزام بالنظام وعدم مخالفة ولي الأمر، وقيامه بتحذير المتهم 21 بعد خروجه من السجن المرة الأولى بأخذ الحيطة والحذر من الجهات المختصة». وذكر قاضي الجلسة أن المتهم ال 15 الذي حكم عليه بالسجن 13 عاماً، والمنع من السفر بمدة مماثلة لسجنه، استأجر سيارة وشقة سكنية في سورية بعد التنسيق مع المتهم ال21 ومواطن سوري لغرض إيواء المقاتلين قبل دخولهم إلى العراق. وأضاف: «تسلم المتهم ال 15 قصيدة موجهة من أحد المواطنين لزعيم التنظيم الأم في أفغانستان (آنذاك) القتيل أسامة بن لادن، إذ جرى تسليمها للمنسق السوري لإيصالها لبن لادن، ومحاولة التنسيق لخروج ذلك المواطن إلى العراق للاستفادة منه في المجال الشرعي بحسب طلب المنسق السوري الذي أخبر المتهم 15 بأن قائد التنظيم في بلاد الرافدين يطلب ذلك». وقال قاضي الجلسة إن المتهم السابع حكم عليه بالسجن أربع سنوات، والمتهم ال 19 حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، والمتهم 22 حكم عليه بالسجن ست سنوات على أن يتم إبعادهم من البلاد عند استنفاد محكوميتهم، كونهم من الجنسيات الأجنبية.