يعيش الشاب فهد حياة قاسية تعصف بها رياح الأحزان، فالعوز المادي نهش حياته منذ أعوام، ثم دهمه مرض التخلف العقلي، ما أدى إلى فقدانه عمله في السلك العسكري. ويعاني الشاب «الثلاثيني» من مرض غريب فاجأه أثناء فترة عمله في المجال العسكري، اضطره إلى الغياب المتكرر إلى أن صدر قرار فصله عن عمله. ويقول والد فهد: «كانت البداية إصابته في ظهره أثناء لعبه كرة القدم مع بعض أصدقائه، وتسببت الإصابة في انتفاخ أسفل قدميه، وتطور الأمر بعد أشهر من بقائه على الفراش إلى مرض نفسي»، موضحاً: «بدأت الوساوس تتسلل إليه وتنتابه موجات من البكاء، اضطر بعدها إلى الانعزال حتى عن أسرته». ويتابع: «في البداية توقعنا أن مساً أصاب ابني، فذهبنا به إلى المشايخ للرقية الشرعية، ولكن حاله لم تتحسن، بل أصبحت تسوء يوماً بعد الآخر». ويستطرد الوالد الحزين: «ذهبنا به إلى طبيب نفسي، وهناك أكد لنا الطبيب أن ابني يعاني من تدهور في الشخصية والسلوك ولا يحسن التصرف، بل إن الطبيب شدد على ضرورة وجود من يقوم على ولايته لإدارة أمور حياته بصفة دائمة». ما يؤلم والد فهد هي الحال المرضية السيئة التي أحاطت بابنهم، وكان لتسارع المرض وتأثيره صدمة على كل أفراد الأسرة، «بكينا بمرارة وألم لما أصابه، ولا نعلم حتى الآن كيف دهمه هذا المرض الغريب، خصوصاً أن ابني كان قبلها يتمتع بصحة عقلية جيدة ويجهز لزواجه، ولكن نحمد الله على كل حال». مأساة الأسرة لا تتوقف عند مرض فهد، فالحال المادية سيئة للغاية. ويلفت والده: «لا نستطيع تأمين مصاريف علاجه، بل إننا نعيش كفاف يومنا والله وحده يعلم الوضع المادي الذي نعيشه». ويتمنى أبو فهد من المسؤولين وفاعلي الخير في هذه البلاد مساعدة الأسرة بمبلغ مالي مقطوع يستطيعون من خلاله تدبر أمور معيشتهم وشراء الأدوية لابنهم.